عليه في رأيه حول طبيعة النفس وجوهرها، كما أن ابن رشد قد رد كثيرًا من أقوال أرسطو في المنطق وطبيعة النفس، وألف ابن تيمية كتابا مستقلا عن نقض منطق أرسطو بين فيه تهافت هذا المنطق عن تحصيل الجديد من العلوم، ولا شك أن نقل العرب
هذه العلوم إلى أوروبا كان فاتحة لعصر النهضة الحديثة، وهذا في حد ذاته مجهود كان لا بد منه؛ لبعث روح الحضارة التي كانت قد ماتت في أوروبا، ولقد تصدى للرد على هذه الدعاوى في القرن التاسع عشر السيد جمال الدين الأفغاني في كتابه "الرد على الدهريين"، ونشر هذا الرد في مجلة العروة الوثقى، كما رد علينا أيضا الإمام محمد عبده في مجلة المنار، وحين تجددت هذه الدعاوى بعد الحرب العالمية الأولى كتب الشيخ مصطفى عبد الرازق كتابه "تمهيد لتاريخ الفلسفة في الإسلام" ناقش فيه هذه الأقوال مناقشة مستفيضة كما تناولها أيضا كل من الأستاذين الدكتور إبراهيم بيومي مدكور في كتابه العظيم "في الفلسفة الإسلامية منهج وتطبيق"، والدكتور محمود قاسم في كتابه "نظرية المعرفة عند ابن رشد".
ج- وأما قول ديبور بأن العقل العربي لم يبتكر شيئا في مجال الفكر يستحق التسجيل فيكفي لإبطال ذلك أن نورد هنا بعض الأمثلة من مختلف العلوم التي كان للعرب فضل السبق إليها والابتكار فيها، ولن يكون اختيارنا لهذه الأمثلة اختيارًا عشوائيًّا، وإنما سنورد أمثلة من العلوم التجريبية التي هي بحق مقياس النهضة الأوربية في عصرنا الحاضر.