للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فهنيئاً لصاحبي الرسالة، لقد اقتفيا أثرَ ابنِ عباس، وفاها بالأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، نصرةً للسُّنَّة، لم يصانعا عواماً، ولم يخشيا في دين الله ملاماً، ولم يغترا بضخامة قول فلان وفلان، ولا بما أوّله المؤوّلون، أو أسَّسه على غير منهاج السلف المتطرِّفون، بل أتيا بها على منهاج الكتاب والسنة، وإنْ كرههما المبتدعون، ونفر عن مسالكها الجامدون، صاحا بالحقِّ في قوم يعتقدون أنَّ ما عليه قومهم في زيِّهم وعاداتهم هو السُّنَّة، وأنَّ مَنْ هو على غير سيرتهم هو المبتدع، يقلبون الحقَّ باطلاً، والباطل حقّاً، ومنتهى حُجّتهم {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُقْتَدُونَ} [الزخرف: ٢٣] ، والحقّ في كل زمان لا يعدم ناصراً، وللباطل جولة، ثم يضمحل، {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ} [الرعد: ١٧] ، فجزى الله مؤلِّفَي هذه الرسالة خيراً وأقرَّ عيون أهل الحقِّ بهما، آمين.

١٥ ربيع الآخر سنة ١٣٤٤

المتشرِّف بخدمة الكتاب والسنة

عبد القادر بدران (١)


(١) هو عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد بن بدران، ولد في دوما قرب دمشق سنة ١٢٦٥، وسكن دمشق، وتلقى العلم على مشاهير علماء عصره، عمل مصححاً مدة بمطبعة الولاية ومحرراً في جريدتها، ثم اشتغل بالتدريس والتأليف، له تصانيف كثيرة، منها: «المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل» ، «شرح روضة الناضر» لابن قدامة، «تهذيب تاريخ مدينة دمشق» ، وغيرها، توفي بداء الفالج سنة ١٣٤٦.

انظر: «تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر» (١/٤٢٢) ، تقديم الأخ البحاثة محمد ناصر العجمي -حفظه الله- لـ «أخصر المختصرات بحاشية ابن بدران» (ص ١٧-٦٢) ، وتقديم الأستاذ الشيخ عبد الستار أبو غدة لـ «العقود الياقوتية» لابن بدران (ص ٧-١٤) ، «منتخبات التواريخ لدمشق» (٢/٧٢) ، «الأعلام الشرقية» (٢/١٢٨) ، «الأعلام» (٤/١٦٢) ، «معجم المؤلفين» (٥/٢٨٣) ، «تراجم أعيان دمشق» (١٢٢) ، «ذكريات علي الطنطاوي» (١/٧٨ و٢/٢٣٥ و٨/٢٠٩) ، «أعلام الأدب والفن» (١/٢٢٤) لأدهم الجندي.

<<  <   >  >>