للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• مالك [١٥٢٨] عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان أن عبدا سرق وَدِيّا (١) من حائط رجل فغرسه في حائط سيده فخرج صاحب الودي يلتمس وديه فوجده فاستعدى على العبد مروان بن الحكم فسجن مروان العبد وأراد قطع يده فانطلق سيد العبد إلى رافع بن خديج فسأله عن ذلك فأخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا قطع في ثمر ولا كَثَر (٢). والكثر الجُمّار. فقال الرجل: فإن مروان بن الحكم أخذ غلاما لي وهو يريد قطعه وأنا أحب أن تمشي معي إليه فتخبره بالذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشى معه رافع إلى مروان بن الحكم فقال: أخذت غلاما لهذا؟ فقال: نعم. فقال: فما أنت صانع به؟ قال: أردت قطع يده. فقال له رافع: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا قطع في ثمر ولا كثر، فأمر مروان بالعبد فأرسل. اهـ تابعه حماد بن زيد وغيره، وهذا حديث حسن على إرسال فيه، رواه أحمد وأبو داود وغيرهم، ورواه الليث وابن عيينة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن حبان عن رافع بن خديج. أخرجه الترمذي وابن حبان وغيرهما.


(١) - قال الخليل في العين: والوَديُّ فَسيل النَّخْل الذي يُقلَعُ للغَرْس الواحدة وَدِيّة. اهـ
(٢) - قال الجوهري في الصحاح: الكثرُ جُمّار النخل، ويقال طَلعها. وفي الحديث: لا قَطْعَ في ثمرٍ ولا كَثَرٍ. وقد أكْثَرَ النخل أي أطْلَعَ. اهـ وقال أبو عبيد في الغريب [١/ ٢٨٧] وأما قوله في الثمر فإنه يعني الثمر المعلق في النخل الذي لم يجد ولم يحرز في الجرين، وهو معنى حديث عمر رضي الله عنه: لا قطع في عام سنة ولا في عِذْق معلق. والجرين هو الذي يسميه أهل العراق البَيْدَر ويسميه أهل الشام الأنْدَر ويسمى بالبصرة الجَوخان ويقال أيضا بالحجاز المِرْبَد. اهـ