جَهَابِذَةٌ شُم سَرَاةٌ فَمَن أتَى ... إِلى حَيِّهِمْ يَوماً فَبِالنًّورِ يَمْتَلِى
لَقَدْ شَرَقَتْ شَمسُ الْهُدَى فِي وُجُوهِهمْ ... وَقدْرُهُمُ فِي الناسِ مَا زَالَ يَعْتَلى
فَلِلَّهِ مَحْياهُمْ معاً وَمَماتُهُمْ ... لَقَدْ ظَفِرُوا إدْرَاكَ مَجْدٍ مُؤثَّل
وَقَالَ الإمَامُ الشَّافِعِيُّ مَقَالَةً ... غَدَتْ مِنْهُمُ فَخْراً لِكُلِّ مُحَصِّلِ
أرَى الْمَرْأَ مِنْ أهْلِ الْحَدِيثِ كأنَّهُ ... رَأى الْمَرْأ مِنْ صَحْبِ النَّبِيّ الْمُفَضَّل
عَلَيهِ صَلَاةُ اللهِ مَا ذَرَّ شَارِق ... وَآلٍ لَهُ وَالصَّحْبِ أهْلِ التفَضُّلِ
(تنبيه): قال المحقق ابن شاكرٍ ما نصه: هذه هي النسخة الصَّحِيحة في البيت المصححة على النسخة المقرؤة على المؤلف، ورواه الشارح حتى أبانها أُلُو هِمَمْ هُمُ، وجعل كلمة هم مبتدأ خبره كالواضعين في البيت الذي بعده، وشرح الكلام على ذلك، وهو تكلف ظاهر لا داعي له.
قلت: دعواه التكلف غير صحيح إذ المعنى عليه صحيح أيضاً لأن أولو بمعنى أصحاب مضاف إلى همم، أي أصحاب همم والتنوين للتعظيم، أي همم عالية، أي أظهر تلك الغلطاتِ أصحابُ همم عالية.
وأما جعله هم مبتدأ خبره كالواضعين، وإن كان فيه تضمين فهو جائز للمولدين. هذا كله إذا كانت النسخة من الناظم، وأما إذا كانت غير صادرة عنه فيتعين ما هو المقروء عليه، فتنبه. ثم ذكر رحمه الله بعض الوضاعين حسبة، وهم الذين وضعوا في فضائل القرآن سورة سورة، فقال:
٢٦٤ - كَالْوَاضِعِينَ فِي فَضَائِلِ السُّوَرْ ... فَمَنْ رَواهَا فِي كِتَابِهِ قَذَرْ
(كالواضعين) خبر لمحذوف أي هم كالوضعين (في فضائل السور) أي مزايا وثواب من قرأها، والمراد كل سورة القرآن.
وحاصل المعنى: أن من الوضاعين الذين يضعون حسبة وتقرباً إلى الله تعالى بزعمهم الباطل من وَضَعَ فضائل القرآن سورة سورة، وإلا فقد ثبت فضائل بعض السور، كما يأتي، فمن هؤلاء أبو عصمة نوح بن أبي مريم المروزي قاضيها وعالمها، قال الذهبي: يقال له نوح الجامع لأنه