لقول حبيب بن أبي ثابت: كانوا يحبون إذا حدث الرجل أن لا يقبل على الواحد فقط ولكن يعمهم، وعنه أيضاً إنه من السنة.
(ورتل الحديث) أيها المحدث أي تمهل في قراءته ولا تعجل ولا تسردها سرداً يمنع فهم بعضه، ففي الصَّحِيحين عن عائشة أنه - صلى الله عليه وسلم -: " لم يكن يسرُد الحديث كسردكم " زاد الإسماعيلي: " إنما كان حديثه فهما تفهمه القلوب " وزاد الترمذي: " ولكنه كان يتكلم بكلام بين فصل يحفظه من جَلَسَ إليه " وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرج البخاري عن عُرْوَة قال:" جلس أبو هريرة إلى جنب حجرة عائشة، وهي تصلي فجعل يحدث فلما قضت صلاتها قالت: ألا تعجب إلى هذا وحديثه إنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما كان يحدث حديثاً لو عدَّه العادُّ أحصاه ".
(واعقد) أيها المحدث العارف (مجلساً) مفعول به لاعقد أي مَحَلًّا يجتمع فيه النَّاس للاستماع (يوماً) واحداً (بأسبوع) بالضم، ويقال فيها سبوع مثل قعود، سبعة أيام، وجمعه أسابيع أفاده في المصباح (لِلاِمْلاَءِ) بنقل حركة الهمزة إلى اللام ثم حذفها للضرورة من أمليتُ الكتاب على الكاتب إذا ألقَيْتهُ عليه، ويقال أمللته عليه إملالًا، فالأولَى لغة بني تميم وقيس، والثانية لغة الحجاز وبني أسد، وجاء الكتاب العزيز بهما " فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا "" وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ "، أفاده في المصباح. وفي " ق " أمله: قال له فكتب عنه. اهـ، فأفاد أن الإملاء لا يكون إلا مع الكتابة.
(ائتسا) مفعول لأجله، مصدر ائتسى يأتسى بمعنى اقتدى أي اقتداء بفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة والتابعين ومن بعدهم.
وحاصل المعنى: أنه يقول: اعقد أيها المحدث يوماً من أيام الأسبوع لإملاء الحديث على الطلبة سواء كان إملاؤك من كتابك، أو حفظك، وهو