للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أشرف لا سيما وقد اختلف في التحديث من الكتاب اقتداء بفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه أملى الكتاب إلى الملوك وفي المصالحة يوم الحديبية وفي غير ذلك.

وبفعل الصحابة فقد أملى واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - الأحاديث على النَّاس وهم يكتبونها عنه رواه البيهقي وغيره.

وبفعل التابعين ومن بعدهم فقد أملى شعبة وسعيد بن أبي عَرُوبَةَ وهمام ووكيع وحماد بن سلمة ومالك وابن وهب وأبو أسامة وابن علية ويزيد بن هارون وعاصم بن علي وأبو عاصم وعمرو بن مرزوق والبخاري وأبو مسلم الكجي وجعفر الفريابي والهجيمي في خلق يطول سردهم.

وإنما زاد قَيْدَ يوماً بأسبوع على العراقي لما في البخاري عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه كان يُذكِر النَّاس في كل خميس وقال: " إني أكره أن أملكم وإني أتخولكم بالموعظة كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا ".

وعن ابن عباس - رضي الله عنه -: " حَدِّثِ الناسَ كل جمعة مرة فإن أبيت فمرتين فإن أكثرت فثلاث مرار ".

(تنبيه): الإملاء من أعلى مراتب الإسماعِ والتحملِ عند الأكثرين ولذا قال الحافظ السلفي رحمه الله:

وَاظِبْ عَلَى كَتْبِ الأمَالِي جَاهِداً ... مِنْ ألْسُنِ الحُفَّاظِ الْفُضَلَا

فَأجَلُّ أنْوَاع الْعُلُومِ بِأسْرِهَا ... مَا يَكْتُب الإنْسَانُ فِي الإمْلَا

وقال السخاوي: ومن فوائده اعتناء الراوي بطرق الحديث وشواهده ومتابعته وعاضده بحيث يتقوى بها ويثبت لأجلها حكمه بالصحة إلى آخر ما ذكره.

ثم بين حكم اتخاذ المستملين فقال:

٥٦١ - ثُمَّ اتَّخِذْ مُسْتَمْلِيًا مُحَصِّلا ... وَزِدْ إِذَا يَكْثُرُ جَمْعٌ وَاعْتَلَى

<<  <  ج: ص:  >  >>