للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحديث مسلم: " ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله تعالى له به طريقاً إلى الجنة "، " ورحل جابر بن عبد الله إلى عبد الله بن أنَيْس - رضي الله عنهم - مسيرة شهر في حديث واحد ".

ورحل عقبة بن عامر إلى مسلمة بن مخلد، وهو أمير مصر في حديث واحد إلى غير ذلك من الأحاديث والآثار.

(ولا تسهل) بحذف إحدى التاءين أي لا تتساهل (في الحمل) أي حمل الحديث بحيث تخل بما عليك فيه فإن المتساهل مردود كما تقدم في قوله:

مَنْ يَتَسَاهَلْ فِي السَّمَاعِ وَالأدَى ... كَنَومٍ اوْ كَتَرْكِ أصْلِهِ آرْدَدَا

(واعمل) أيها الطالب (بالذي ترويه) من أحاديث العبادات والآداب والفضائل لأن الله تعالى ذم أهل الكتاب بقوله: (فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ): قال مالك بن مغول رحمه الله: تركوا العمل به، ولحديث مرسل: قال رجل: يا رسول الله ما ينفي عني حجة العلم قال: " العمل " ولأنه سبب الحفظ، قال وكيع رحمه الله: كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به.

(والشيخ) بالنصب مفعول مقدم لـ (بجل) أي عظمه واحترمه لحديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - مرفوعاً: " ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه ". رواه أحمد وغيره وفي الحديث: " تواضعوا لمن تعلمون منه ". رواه البيهقي مرفوعاً من حديث أبي هريرة وضعفه، وقال: الصَّحِيح وقفه على عمر - رضي الله عنه -.

ولأنه كما تقدم خليفة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد قال الله تعالى: (ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم). فينبغي احترام خليفته (لا تطل عليه) أي لا تمله بإطالة الجلوس لأن ذلك يغير الأفهام ويفسد الأخلاق ويحيل الطباع ويخشى على فاعل ذلك أن يحرم من الانتفاع وقال الزهري: إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>