للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأكثر إحساناً، يقال: بَرَّ الرجلُ يَبَرُّ، وِزَانَ عَلِمَ يعلم، فهو بَرّ وبَارّ أي صادق، أو تقي، وهو خلاف الفاجر، وبررت والدي أبره براً وبروراً أي أحسنت إليه، أفاده في المصباح. (ثم) بمعنى الواو عبد الله (ابن مسعود) الهُذَلي - رضي الله عنه - المتوفى سنة ٣٢ هـ عن بضع وستين سنة. (وزيد) بن ثابت بن الضحاك الأنصاري - رضي الله عنه - المتوفى سنة ٤٥ هـ (وعلي) بن أبي طالب الهاشمي - رضي الله عنه - المتوفى سنة ٤٠ هـ عن ٦٣ سنة. قال ابن حزم: ويمكن أن يجمع من فُتيا كلِّ واحد من هؤلاء مجلد ضخم.

....................... ... وَبَعْدُهُمْ عِشْرُونَ لا تُقَلِّلِ

(وبعدهم) أي بعد هؤلاء السبعة في كثرة الفتوى خبر مقدم لقوله: (عشرون) صحابياً (لا) ناهية (تُقَلِّل) أيها المحدث عِدَّتهم عن عشرين، أي لا تنقصها، أو لا تعد فتاواهم قليلة، فإنَّها كثيرة بالنسبة لغيرهم.

وهم أبو بكر، وعثمان، وأبو موسى، ومعاذ، وسعد بن أبي وقاص، وأبو هريرة، وأنس، وعبد الله بن عمرو، وسلمان، وجابر، وأبو سعيد، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وعمران بن حصين، وأبو بكرة، وعبادة بن الصامت، ومعاوية، وابن الزبير، وأم سلمة - رضي الله عنهم -، قال ابن حزم: يمكن أن يجمع من فتوى كل منهم جزء صغير.

ونظمت هؤلاء العشرين بقولي (من الرجز):

صِدِّيقُهُم عُثْمَانً سَعْدٌ أنَسُ ... سَلْمَانُ جَابِرٌ مُعَاذُ الأكْيَسُ (١)

وَالأشْعَرِيُّ وَالزُّبَيْرُ طَلْحَةُ ... أبُو هُرَيْرَةَ يَلِي عُبَادَةُ

وَنَجْلُ وَابنُ وَكَذَا ... نَجْلُ حُصَيْنٍ وَنُفَيعٌ حَبَّذَا

سَعْدٌ (٢) مُعَاوِيَةُ أمُّ سَلَمَهْ ... وَابْنُ الزُّبَيْرِ هُم حَلِيفُوا (٣) الْمَكْرَمَهْ


(١) صفة لمعاذ ومعناه الفطن، ومعاذ بمنع الصرف للوزن.
(٢) أبو سعيد الخدري اهـ.
(٣) أي ملازموا صفة الكرم والشرف. اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>