(فالبدرية) أي فتلي الطائفة المنسوبة إلى غزوة بدر لشهودهم إياها، وهم ثلاثمائة وبضعة عشر، كما تقدم، فالمهاجررن نيف على ستين، والأنصار نيف وأربعون ومائتان، وقد صح حديث:" لن يدخل النار أحدٌ شهد بدراً ". وفي الصَّحِيحين:" لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " وفي بعض الروايات: " إنَّ الله اطلع على أهل بدر فقال " الحديث بالجزم.
(فَأُحُدٌ) أي يلي أُحُد، أي أهله الذين شهدوا وقعته، وكانوا ألفاَّ فرجع عبد الله ابن أُبي بثلاثمائة، وبقي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - سبعمائة استشهد منهم كثير.
(فالبيعة) أي يلي أهلها الذين بايعوا بالحديبية التي نزل فيها: (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ) الآية. (الزكية) صفة للبيعة على سبيل المجاز، لأن الزكاء لأهلها حقيقة، وهو من زكى الرجل يزكوا زكاء إذا صلح فهو زكى، أو من زكى الزرع والأرض إذا نمى وزاد، فهم لصلاحهم وزيادة خيراتهم، ونمو درجاتهم، زكيون، وكانوا ألفاً وأربعمائة على المعتمد، وقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أنتم خير أهل الأرض ".