للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال وهم خمس عشرة طبقة آخرهم من لقي أنس بن مالك إلى آخر كلامه كما أشار الناظم إليه بقوله:

٧٠٦ - وَآخِرُ الطِّبَاقِ لاقِي أَنَسِ ... وَسَائِبٍ كَذَا صُدَيٌّ، وَقِسِ

(وآخر الطباق) من الطبقات الخمس عشرة (لاقي) بصيغة اسم الفاعل مضاف إلى (أنس) بن مالك - رضي الله عنه - من أهل البصرة (و) لاقي (سائب) بن يزيد بن سعيد بن ثُمامه بالضم الكندي صحابي صغير مات سنة ٩١ هـ وقيل قبل ذلك آخر من مات بالمدينة من الصحابة كما تقدم.

يعني: أن آخر الطبقة من أهل المدينة من لقي السائب (كذا صدي) أي آخر الطبقة من أهل الشام من لقي صدي بن عجلان أبا أمامة الباهلي - رضي الله عنه -. (وقس) فعل أمر من قاس يقيس كسرآخره للوزن، أي قس على المذكور المتروك كقولك آخر الطبقة من أهل الكوفة لاقي عبد الله بن أبي أوفى، ومن أهل مصر لاقي عبد الله بن الحارث بن جَزْء ومن أهل مكة لاقي أبي الطفيل.

٧٠٧ - وَخَيْرُهُمْ أُوَيْسٌ أَمَّا الأَفْضَلُ ... فَابْنُ الْمُسَيِّبِ وَكَانَ الْعَمَلُ

(وخيرهم) أي التابعين من حيث الزهد والورعَ (أُوَيْسٌ) ابن عامر القرني بفتح القاف والراء بعدها نون من مَذْحِج مخضرم أرسل، وَرَوَى له مسلم أشياء من كلامه، شهد صِفِّين مع علي، وقتل يومئذ، وهو سيد التابعين، كما رواه مسلم في صحيحه، وله مناقب مشهورة. اهـ. خلاصة، يعني: أن خير التابعين زهداً وورعاً أُوَيْسٌ رحمه الله، لما روي مسلم في صحيحه عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن خير التابعين رجل يقال له أُوَيْسٌ " الحديث.

(وأما الأفضل) من حيث حفظ الخبر والأثر (فـ) ـسعيد (بن المسيب) لكثرة علومه الشرعية كالتفسير، والحديث، والفقه، ونحوها، وهذا هو المراد من قول من قال: إنه أفضل التابعين، وإلا فيرده الحديث المتقدم.

وقوله: (وكان العمل) أي عمل النَّاس في أيام التابعين، والعمل بالرفع

<<  <  ج: ص:  >  >>