للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

من السواد، وأحمر من الحمرة، وأخضر من الخضرة، وكذلك جميع ما يرد من هذا النحو، فإنما يحمل ما يجعل على ما يعرف، ويقاس الغائب بالشاهد.

فأما "يرمع" فيجوز عندي أن يكون من قولهم: "تَرَمَّعَ أنف فلان" إذا اضطرب وتحرك. واليَرْمَع: حجارة خَوَّارة ليس١ لها ثبات ولا صلابة، وهي هَشَّة، والهشاشة والخَوَر قريب من الاختلاج والاضطراب، ألا ترى أنهما جميعا بضد الثبات والرزانة؟

وأما٢ اليَعْمَلَة فهي: الناقة التي يُعمَل عليها في السير، فقد تبين أيضا بالاشتقاق زيادة الياء فيهما، فيكون٣ هذا مضافا إلى القياس الأول.

وقوله: وذلك أكثر من أن٤ أعده لك, يريد: أنه أكثر من أن يعد في هذا الكتاب؛ لأن التمثيل لا يُحتاج فيه إلى جميع٥ اللغة، أو يكون أراد أنه لا يحيط بهذا٦ الباب لسعته٦، والتأويل الأول عندي أشبه؛ لأنه ليس فيه اعتراف منه بالتقصير في اللغة.

النون والتاء في أول الكلمة، لا تعدان زائدتين إلا بثبت:

قال أبو عثمان: فأما٧ النون والتاء, فإذا كانتا أولا وكانتا على مثال الأسماء مع ما٨ هما فيه, فلا تجعلهما زائدتين إلا بثَبَت، نحو: "نَهْشَل ونَهْصَر ونهسر وتوءم".


١ ظ، ش: ليست.
٢ ظ، ش: فأما.
٣ ظ، ش: ويكون.
٤ أن: زيادة من ظ، ش.
٥ ظ، ش: جمع.
٦، ٦ ظ، ش: "السعة".
٧ ظ، ش: وأما.
٨ كتب في ظ هكذا: "معماما" وهو خطأ.

<<  <   >  >>