للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أرتني حجلا على ساقها ... فهش الفؤاد لذاك الحجل

فقلت ولم أخف عن صاحبي: ... ألا بأبي١ أصل تلك الرجل

٢ويروى "بينا" بالنون, ويريد: الحجل والرجل، ولكنه كسر الجيم في الوقف٢.

فهذا وأشباهه مما يكثر تعداده، يدل على أن الوصل تجري فيه الكلمة على أصلها، وأن الوقف من مواضع التغيير.

فلما رأينا هاء التأنيث في الوصل "تاء", علمنا أن أصلها "التاء" وأن الهاء في الوقف بدل٣ من التاء في الوصل. وإنما أبدلت "هاء" لانفتاح ما قبلها، وأنها من الحروف المهموسة، والهاء مهموسة وقريبة٤ من الألف, ولم تبدل ألفا لانفتاح ما قبلها؛ لئلا يلتبس بالألف المقصورة في حبلى وبشرى، والهاء قريبة من الألف فأبدلت هاء. فأما التاء في مسلمات ونحوها فليس٥ يحتاج فيها إلى دلالة؛ لأنها تاء على كل حال.

وهذا أيضا مما يدل على أن التاء هي الأصل في باب "طلحة، وحمدة" وأن الهاء بدل منها. ألا تراها في هندات تاء ثابتة ولم تبدل في الهندات هاء لسكون ما قبلها, وإنما ذكر تأنيث الجمع بعد تأنيث الواحد٦؛ لأن تأنيث الجمع ليست له قوة تأنيث الواحد٦. ألا ترى أنه لك في الجمع التذكير والتأنيث،


١ ظ، ش: بيبي.
٢، ٢ ص: يريد الحجل والرجل، على أن الرجل ضائع في التصوير منها.
٣ هذا الكلام من أول قوله: "من التاء في الوصل...." سطر ٨ من هذه الصفحة إلى آخر قوله: "وقد فسرنا بعض هذا فيما مضى ... "سطر ١١ صفحة ١٦٢ التالية: هو الكلام الذي شغل سبعة السطور الدقيقة المتعرجة في هامش ظ، ونحو الأربعة عشر سطرا في صلبها الذي تقدمت الإشارة إليه في صفحة ١٥٦ السابقة من هذا الجزء "ج ١ من المنصف".
٤ ص: قريبة.
٥ ظ، ش: فليست.
٦، ٦ ساقط من ظ، ش.

<<  <   >  >>