للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فاحتج بما ذكره عن الخليل، من أنه جاء على "فَعِلَ، يَفْعِلُ", فصار حاله إلى مثل حال "يَعِد" من وقوع واوه بين ياء وكسرة.

وقد جاء مما فاؤه واو على "فعِل يفعِل" قولهم: "وثِق يثِق, وومق يمق، وورم يرم، وورث يرث، ووله يله, ووفق يفق، ووحر صدره يَحِر١ ويَوْحَر" جميعا، و"وغر يغر ويوغر" أيضًا، و"وغم يغم ويوغم" أيضًا٢, و"وريت النار تَرِي" والفتح في "ورت"٣ أكثر.

وقولهم: "وثق يثق، وورم يرم, ووله٤ يله"٤ وما أشبه ذلك مما لا يتعدى دلالة على صحة ما نذهب إليه في أن حذف الواو إنما وجب لوقوعها بين ياء وكسرة، لا لما يذهب إليه الفراء، من أنها إنما تحذف من الفعل المتعدي وحده نحو: "وعِد يعِد".

فأما قولهم: "يطأ، ويسع", فإنما حذفت الواو؛ لأن أصل حركة السين والطاء الكسر، وإنما الفتحة عارضة لأجل حرف الحلق.

ويدل على ذلك أيضًا٥ أن أصل حركة العين الكسر دون الفتح، ظهور الكسرة، بحيث لا حرف حلق، نحو: "ولي يلي، وورم يرم".

وكأنه إنما جاءت مما فاؤه واو، حروف صالحة على "فعِل يفعِل" لتحذف الواو هربًا من٦ استثقالهم لها٦؛ لأنهم لم يكونوا ليصلوا إلى حذفها، وبعدها فتحة من أصل البناء، فجاءوا بها على "فعل يفعل" لتحذف


١ صدره: ساقط من ظ، ش.
٢ أيضًا: زيادة من ظ، ش.
٣ "في ورت": ساقط من ظ، ش.
٤، ٤ ظ، ش: "ووطئ يطأ".
٥ "ذلك أيضًا": زيادة من ظ، ش.
٦، ٦ ظ، ش: استثقالها.

<<  <   >  >>