للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكذلك قولك: "قام١ أبوك أوُمُّك", فيمن حذف الهمزة من "أم"؛ لأن الحركة عارضة. إنما هي للهمزة ويزيلها التحقيق٢, فلما لم تكن الحركة لازمة لم يعتد٣ بها وخفت. ونظير هذا قولهم: "رُدّ واردُدْ", فإذا صاروا إلى التثنية فكلهم يقول: "رُدَّا", ولا يظهر التضعيف كراهة اجتماع متحركين.

وهم يقولون: اردُد الرجل وامدد الحبل؛ لما كانت حركة الدال الثانية غير لازمة وإنما هي لالتقاء الساكنين٤ بمنزلة ضمة واو {وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} و {اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ} وقد قرئ هذا على ثلاثة أوجه: {اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ} بالضم, "واشترَوِا الضلالة"٥ بالكسر, "واشترَوَا الضلالة" بالفتح، والحركات كلها لالتقاء الساكنين٤. فمن ضم فلئلا تشبه هذه الواوُ الواوَ التي في نحو قولك: "لو انطلقت لكان كذا وكذا" ومن كسر فعلى أصل حركة التقاء الساكنين. ومن فتح فإنه استراح إلى الفتحة لخفتها. والهمز في هذه الواو لا يجوز كما جاز في "أقتت"؛ لأن الحركة غير لازمة, إنما هي لالتقاء الساكنين.

فإن قيل٦: ولِمَ اطرد الهمز في الواو المضمومة؟

قيل: لأن الضمة قد تجري مجرى الواو وهي واو صغيرة, كما أن الكسرة ياء صغيرة والفتحة ألف صغيرة، وهذه الحروف عن هذه الحركات تنشأ متى كن مدات، نحو "رسالة، وصحيفة، وعجوز"٧.


١ ظ، ش: نام.
٢ ش: التخفيف.
٣ ظ: يتعد, وهو خطأ.
٤، ٤ ساقط من ظ، ش.
٥ من الآية ١٧٥ من البقرة ٢.
٦ قيل: ساقط من ظ.
٧ ظ، ش: عجوز.

<<  <   >  >>