للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لا يهمز نحو "يُسِرَ، ويُمِنَ":

قال أبو عثمان:

فإذا قلت: "فُعِلَ" من الياء التى هي فاء, لم تهمز الياء, وذلك قولهم: "يسر، ويمن". وقال أبو علي: "يُسْر، ويُمْن" والأول أشبه؛ لأن الضمة في الياء أخف منها في الواو.

قال أبو الفتح: إذا ثبت أن الواو المضمومة بمنزلة الواوين, فينبغي أن تكون الياء المضمومة بمنزلة اجتماع الواو والياء، وهذا لم نرهم همزوه. ألا تراهم قالوا: "وَيْل, وويح, وويس، وويب" فلم يهمزوا شيئا من ذلك؛ لأنه لم يجتمع فيه واوان.

وقالوا فيما سبقت ياؤه "يَوْم، ويُوح" في اسم الشمس كذا يرويه الناس, وكذا١ رأيته بخط أبي العباس محمد بن يزيد -رحمه الله- بالياء٢.

٣ وحكي عن ابن الأنباري٣ أنه قال: هو بالياء، وكان يقول فيه: "بوح", فرُدّ عنه غير دفعة, فقال٤: هكذا وجدته في كتابي, والغلط إلى٥ الواحد أسرع منه إلى الجماعة.

فلما كانت الياء والواو قد اجتمعتا أولا ولم يجب الهمز, بل لم يجز, كانت الياء المضمومة أبعد من جواز الهمز فيها, وانضاف إلى أن الياء ليست


١ ظ، ش: وكذلك.
٢ رحمه الله بالياء: ساقط من ظ، ش.
٣، ٣ في ظ، ش: حكى ابن الأنباري.
٤ ظ، ش: قال.
٥ ظ، ش: في.

<<  <   >  >>