للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولو بنيتها١ من "يئس" لقلت: "يُؤْسُوس", فضممت الياء وأسكنت الهمزة حتى يكون الوزن واحدا، فما سئلت عنه فعلى هذا مجراه, فأجرِهِ على ما أجرته العرب إن شاء الله.

قال أبو الفتح: قد تقدم القول في جواز همزة الواو المضمومة؛ فلذلك جاز في "وُعْدُود: أُعْدُود", ولا٢ يجوز أن تهمز الياء في "يؤسوس"؛ لأن الضمة في الياء أخف منها في الواو.

بناء "افتعل" وما تصرف منه مما فاؤه واو أو ياء:

قال أبو عثمان:

واعلم٣ أن "افْتَعَل، ومُفْتَعِلا" وكل ما تصرف منه إذا بنيته مما فاؤه واو أو ياء, فأكثر العرب وهي اللغة المشهورة الشائعة يبدلون مكان الواو والياء٤ تاء, ثم يدغمونها في التاء التي بعدها، وذلك قولهم: "اتَّزن، ويتّزن، فهو متزن".

وكذلك الياء، تقول: "اتّأس" فهو "مُتَّئِس" و"يتَّئس", وكذلك جميع هذا لو بنيته من "وجل، ووضؤ" لقلت: "اتّجل، واتّضأ".

وإنما فعلوا هذا بالواو والياء في هذا من قبل أنهم لو تركوهما على أصولهما تَبِعا ما قبلهما, وكنت تقول: "ياتَئِس، وياتزن، وموتزن، وموتئس", وتقول٥ إذا أمرت: "ايتئس، وايتزن", فكان ذلك يثقل عليهم؛ لأن


١ في ظ، ش: بنيت.
٢ ظ، ش: لا.
٣ ظ، ش: اعلم.
٤ والياء: ساقط من ش.
٥ فوق الواو من: "ويقول". في ظ: كما.

<<  <   >  >>