للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والركوب", وإن لم يكن في الوقت "حلب, ولا ركوب" لأن من عادتهما أن يكون هذا جاريا عليهما، وكما قال الله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام: {فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ} ١, ولم يكن في الوقت سقيما، ولكن السقم للموت جارٍ عليه لا محالة.

وكما قال الشاعر:

إذا ما مات مَيْت من تميم ... فسرّك أن يعيش فجئ بزاد

فسماه "ميتا"، وإن كان حيا قبل موته؛ لأنه سيموت لا محالة، وهذا مطرد في كلامهم فاشٍ.

ومما جاء على أصله "اجتوروا، وازدوجوا، واعتوروا، واهتوشوا":

قال أبو عثمان:

ومما يجيء على أصله -لأن معناه معنى ما لا يعتل كما جاء "عَوِر، وحَوِل"٢؛ لأنه في معنى "اعورّ، واحولّ"- "اجتوروا، وازدوجوا, واعتوروا٣, واهتوشوا"؛ لأن معناها٤ "تجاوروا، وتزاوجوا، وتهاوشوا٢"، ولولا ذلك لاعتل.

ألا تراهم قالوا: "اختاروا، وابتاعوا" حين لم يكن في معنى "تفاعلوا".

قال أبو الفتح: يقول: لما وجب٥ تصحيح "تجاوروا، وتزاوجوا" لسكون ما قبل


١ من الآية ٨٩ من سورة الصافات ٣٧.
٢، ٢ ما بينهما عن ص، ظ، ش. وفي هامش ظ، ش ما يأتي: "لأنه في معنى اعور: اجتوروا، وازدوجوا؛ لأن معناهما: تجاوروا، وتزاوجوا، ولولا" نسخة.
٣ اعتوروا: زيادة من ظ، ش.
٤ معناه عن ص، ظ. وفي ش وهامش ظ: معناها.
٥ ظ، ش: أوجب.

<<  <   >  >>