للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

من العين، فلما لم تكن الأصل بعينه أشبهت الزائد فقلبت في الجمع همزة.

وأنكر ذلك عليه أبو إسحاق وقال: يلزمه في "مقام: مقائم", يريد أبو إسحاق أن أصل "مَقَام: مَقْوَم" كما أن أصل "مُصِيبة: مُصْوِبة" وكلاهما قد قلب، يقول: فلو جاز لذلك١ أن يهمز جمع "مصيبة" لجاز أيضا أن يهمز جمع "مقام" وهذا يلزم أبا الحسن لو٢ كان يقطع بهذه الحجة، وإنما تعلل بهذا القول وتأنس به، وليس عنده بعلة قاطعة, فيلزمه أن يقول في جمع "مقام: مقائم", ولكنه لما سمع "مصائب" احتال بعد السماع بما٣ يكون فيه بعض العذر، ولا يقطع بأن هذا خطأ من العرب ما وجد له وجيها ما. ألا ترى أن سيبويه قال في باب ما يضطر إليه الشاعر: وليس شيء مما يضطرون إليه إلا وهم يحاولون به وجها.

وكذلك قولهم٤: "حَلَّأتْ السويق، ورَثَّأتْ زوجي بأبيات" إنما هو مشبه في اللفظ بغيره وإن لم يكن من معناه، فكأن "حلأت" من قولهم٥: "حلأته": إذا طردته عن الماء.

وقولهم: "رَثّأته: فَعّلته، من الرثيئة" وليس من معناه.

وقالوا: "اسْتَلأمت الحجر": يريدون استلمت, فهمزوا.

وقالوا: "لبّأت بالحج": يريدون "لبّيت".

وقالوا: "الذئب يستنشئ الريح" يريدون "يستنشي".

قال٦ أبو عبيدة: وكان٧ رؤبة يهمز "سِيَة٨ القوس" وسائر العرب


١ جاز لذلك: ضائع في التصوير من ص.
٢ لو: ضائع في التصوير من ص.
٣ ظ، ش: ما.
٤ قولهم: ساقط من ظ، ش.
٥ ظ، ش: قوله.
٦ ظ، ش: وقال.
٧ ظ، ش: كان.
٨ رسمت في النسخ الثلاث هكذا: سئة.

<<  <   >  >>