للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقالوا: "التَّتْوبة" يريدون "التَّوْبة"١.

قال أبو الفتح: قوله: "قد ذكرنا علته، فيما مضى٢" يعني: أنه صحت الواو في "تَتْوِبة، وتدورة٣" لأن في أول الكلمة التاء وهي من زوائد المضارع، فلو قال: "تَدِيرة، وتتيبة" فأعلوا لالتبس بـ "تبيع وتعيش", فصححوا الواو للفصل بين الاسم والفعل.

فإن قلت: إن الهاء في آخر الكلمة تفصل بينها وبين الفعل؛ لأن الهاء من زوائد الأسماء خاصة, فهلا أعلت "التتوبة، وتدورة٤" كما أعل "مقام، ومعاش" لاجتماعهما في أن الزوائد فيهما مما يختص بالأسماء دون الأفعال؟

قيل: إن الهاء في تقدير الانفصال, فكأنك قلت: "تَدْوِر، وتتوب".

فإن قلت: إن "تَدْوِرة" اسم عَلَم والهاء فيها ليست مثلها في "قائمة، وقاعدة" فتقدر انفصالها، كما٥ لا يمكنك تقدير هاء "طلحة" كهاء "قائمة"؛ لأنه٥ لا يمكنك نزع هاء "طلحة" وهي معرفة؟

قيل: إن التعريف ثانٍ، فلم يعتد به؛ لأن التنكير هو الأصل، والهاء على كل حال -لانفتاح ما قبلها- تشبه "موت" من "حضرموت", فهي على تصرف الأمر في تقدير الانفصال.


١ فوقها في ظ: موضع, ولا معنى له.
٢ فيما مضى: ساقط من ظ، ش.
٣ ظ: تدروه.
٤ ظ: وتدروه. وش: والتدورة.
٥، ٥ ساقط من ظ، ش.

<<  <   >  >>