للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قلب ألف "رسالة", وياء "صحيفة", وواو "عجوز" في الجمع همزة:

قال أبو عثمان:

وقال الخليل في واو "عجوز" وألف "رسالة" وياء "صحيفة": إنما هُمزن في الجمع ولم يكن بمنزلة "معاون" و"معايش" إذا قلت: "صحائف" و"رسائل" و"عجائز"؛ لأن حروف اللين فيهن ليس١ أصلهن الحركة, وإنما هي حروف مَيْتَة لا تدخلها الحركات, ووقعن بعد ألف فهمزن ولم يظهرن, إذ كن لا أصل لهن في الحركات, ولو ظهرن في الجمع متحركات كانت الحركة ستدخلهن في غير الجمع في بعض المواضع.

قال أبو الفتح: اعلم أن الهمز في باب "فعائل" إنما أصله لباب "رسالة، وكنانة" وذلك أنك لما جمعت "رسالة" على "فعائل", جاءت ألف الجمع ثالثة ووقعت بعدها ألف "رسالة"؛ فالتقت ألفان, فلم يكن بد من حذف إحداهما أو تحريكها٢، فلو حذفت٣ الألف الأولى لبطلت دلالة الجمع، ولو حذفت٤ الثانية لتغير بناء الجمع؛ لأن هذا الجمع لا بد له من أن يكون بعد ألفه٥ الثانية حرف مكسور بينها وبين حرف الإعراب فيكون٦ "كمفاعل".

ولم يجز أيضا تحريك٧ الألف الأولى مخافة أن تزول دلالتها على الجمع؛ لأنها إنما تدل عليه ما دامت ساكنة على لفظها، ولو حُرّكت أيضا لانقلبت


١ ظ، ش: لسن.
٢ ظ، ش: حركته.
٣، ٤ ظ، ش: خذفوا، في الموضعين.
٥ ظ: ألف، وش: الألف.
٦ ظ، ش: ليكون.
٧ ظ، ش: حركة.

<<  <   >  >>