صَحِيح وَمَعْنَاهُ أَنه كَانَ يصنف فِيهِ كل بلد من هَذِه الْبلدَانِ فَإِنَّهُ بَقِي فِي تصنيفه سِتّ عشرَة سنة قَالَ الْحَاكِم قَالَ أَبُو عَمْرو اسماعيل حَدثنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ قَالَ سَمِعت البُخَارِيّ يَقُول أَقمت بِالْبَصْرَةِ خمس سِنِين معي كتبي أصنف وأحج فِي كل سنة وأرجع من مَكَّة إِلَى الْبَصْرَة انْتهى
وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن أبي جَمْرَة قَالَ لي من لقِيت من العارفين عَمَّن لقِيه من السَّادة الْمقر لَهُم بِالْفَضْلِ أَن صَحِيح البُخَارِيّ مَا قرئَ فِي شدَّة إِلَّا فرجت وَلَا ركب بِهِ فِي مركب إِلَّا بخت قَالَ وَكَانَ مجاب الدعْوَة وَقد دَعَا لقارئه
وَقَالَ الْحَافِظ عماد الدّين بن كثير وَكتاب البُخَارِيّ الصَّحِيح يستسقى بقرَاءَته الْغَمَام وَأجْمع على قبُوله وَصِحَّة مَا فِيهِ أهل الْإِسْلَام
قَالَ الشَّيْخ عبد الْحق الدهلوي فِي أشعة اللمعات قَرَأَ كثير من الْمَشَايِخ وَالْعُلَمَاء والثقات صَحِيح البُخَارِيّ لحُصُول المرادات وكفاية الْمُهِمَّات وَقَضَاء الْحَاجَات وَدفع البليات وكشف الكربات وَصِحَّة الْأَمْرَاض وشفاء المرضى عِنْد المضايق والشدائد فَحصل مُرَادهم وفازوا بمقاصدهم ووجدوه كالترياق مجربا وَقد بلغ هَذَا الْمَعْنى عِنْد عُلَمَاء الحَدِيث مرتبَة الشُّهْرَة والاستفاضة