للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ودعائه، وإقامته حكم الله في الأرض. لكن بسبب فقدان التوراة وسائر كتب الأنبياء الحقيقية، ووجود النصوص المضطربة والمحرفة، بالإضافة إلى من يريدون طمس الحقائق، حدث سوء الفهم الموجه لدى عامة بني إسرائيل، فالتبست مهمة المسيح ابن مريم قبل رفعه إلى السماء بمهمة غيره ممن أمر بالجهاد، وبمهمته أيضا بعد عودته. الأمر الذي جعل سواد اليهود ينتظرون مسيحا سياسيا وبطلا عسكريا، يعبئ طاقاتهم للبطش بأعدائهم.
وتهيأ الرأي العام اليهودي لهذا المسيح، وطال الانتظار. فمنذ العودة من السبي كانوا ينتظرون عهد الله بإقامة الدولة اليهودية على يد المسيح المنتظر. وكانت عقيدتهم به تتجدد كلما ألمت بهم النوائب وحاقت بهم المحن.
وجاء المسيح ابن مريم -عليه السلام- يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وينادي بالخلاص الروحي وتطهير النفس ونحو ذلك. فكذبوه وطردوه ظانين أنه ليس الذي بُشروا به، بحجة أن المبشر به تؤمن به الأمم كلها. وهموا بقتله مرارا إلى أن أجمعوا على القبض عليه وقتله، فصانه الله وأنقذه من أيديهم. الجواب الصحيح ٣/ ٣٢٤ و٣٩٣، هداية الحيارى ص٦٤٢، اليهودية لأحمد شلبي ص٢٢٠ و٢٢٢، الشرائع الدينية ص١٢٤، مَن هو المسيح؟ ص٢٣ - ٢٤.
والنصارى يحملون جميع بشارات العهد القديم على المسيح ابن مريم -عليه السلام- ويتأولون ما لا ينطبق عليه ولا على زمانه بتأويلات سخيفة، ومن ذلك قولهم عما جاء في سفر إشعياء الباب الحادي عشر: "يتضمن هذا الفصل وصف أزمان المسيح وما يكون فيها من السعادة والدعة، وهو المراد بهذا الملك الذي سيخرج من أرومة داود، وينشر العدل والسلام، وترتد إليه الأمم الوثنية، ويجتمع تحت رايته المشتتون =

<<  <   >  >>