للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويزعمون أن اللوحين مكتوبان بإصبع الله، ذلك قولهم: "بأصباع ألوهيم"١.

ويطول الكتاب إن عددنا ما عندهم من كفريات التجسيم. على أن أحبارهم قد تهذبوا كثيرا عن معتقد آبائهم بما استفادوا من عندهم بما يدفع عنهم إنكار المسلمين عليهم ما تقتضيه الألفاظ التي فسروها ونقلوها. وصاروا متى سئلوا عنا عندهم من هذه الفضائح استتروا بالجحد والبهتان خوفا من فظيع ما يلزمهم من الشناعة.

ومن ذلك أنهم ينسبون إلى الله تعالى الندم على ما يفعل:

فمن ذلك قولهم في التوراة التي في أيديهم: "ويناجم أدوناي كي عاشا اث أذام أرض وبتعصيب ال لبو". تفسيره: وندم الله على خلق البشر في الأرض، وشق عليه٢.


١ جاء في سفر الخروج ٢٤/ ١٢: وقال الرب لموسى: اصعد إلى الجبل فأعطيك لوحي الحجارة والشريعة والوصية التي كتبتها لتعليمهم، ٣١/ ١٨: ثم أعطى موسى عند فراغه من الكلام معه لوحي الشهادة، لوحي حجر مكتوبين بإصبع الله، ٣٢/ ١٥ - ١٦: فانصرف موسى ولوحا الشهادة في يده، لوحان مكتوبان على جانبهما. واللوحان هما صنعة الله، والكتابة كتابة الله منقوشة على اللوحين.
وقد ورد نحو ذلك في ٣٤/ ١ من السفر نفسه وفي سفر التثنية ٥/ ٢٢ و٩/ ١٠/ ١ - ٢ و١٠/ ٤.
ومن الطريف أن النصارى يزعمون أن الأصبع التي كتبت اللوحين هي التي دق فيها المسمار على الصليب.
٢ جاء في سفر التكوين ٦/ ٥ - ٧: ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شر كل يوم. فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض. وتأسف في قلبه. فقال الرب: أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته. الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء؛ لأني حزنت أني عملتهم.
أي: أن الله سبحانه لم يكن يدرك -على حد قولهم- أن فساد البشر سيكثر بهذا الشكل. فندم على خلقهم بعد أن رأى كثرة شرهم.

<<  <   >  >>