للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وفي عهد الملك الفارسي "أرتحشستا" كان في بابل كاهن يهودي اسمه عزرا بن سرايا من سبط هارون، استطاع التقرب إلى الملك. وكان كاتبا ماهرا في شريعة موسى. وفي السنة السابعة من حكم الملك طلب منه أن يسمح بعودة فوج آخر من اليهود إلى القدس فوافق. وعاد عزرا إلى القدس عام ٤٥٨ ق. م. تقريبا، ومعه عامة الشعب وجماعة من الكتبة اللاويين وغيرهم، ومعه أيضا أموال كثيرة وكتاب توصية وتأييد -سفر عزرا الباب السابع- ودأب عزرا ومن معه من الكهنة على تبصير اليهود بالشريعة؛ ولذلك لقبوه بالكاهن والكاتب والوراق أي العالم والفقيه. سفر عزرا الباب العاشر.
والاعتقاد السائد لدى اليهود أن عزرا هو الذي جمع أسفار التوراة ورتبها كما ذكر المؤلف رحمه الله. لكن الدلائل تشير إلى أنها كتبت في مراحل متباعدة، ثم قام عزرا بجمعها وكتابة بعضها، وأعانه على ذلك قوم آخرون؛ فهناك في المنفى بينما كان زعماؤهم يتحرقون دون أن يستطيعوا المقاومة، تفتقت عبقريته عن فكرتي "الشريعة والوعد". وغايتهم المحافظة على أنفسهم عرقا متمردا منظما تنظيما شبه عسكري منطويا على نفسه غير قابل للاندماج مع غيره. وقد اتخذوا إجراءات صارمة ليحولوا دون انصهار اليهود مع الشعوب الآخرى. التوراة تاريخها وغاياتها تعريب سهيل ديب ص١٦ - ١٧ وص٢٠.
وهناك في المنفى قام أنبياؤهم وعلماؤهم -وأولهم حزقيال- بإعادة كتابة الشريعة من جديد، وألفوا الأسفار المعروفة بأسمائهم في العهد القديم. ومع مرور الزمن أدخلوا عليها التعديلات والأساطير المختلفة، وخلطوا بين أحداث وأخرى عن عمد وبغير عمد، إلى أن كان يوم الخلاص كما سبق، فعادوا إلى فلسطين، وأعادوا النظر في دينهم وشرعهم، فكانت اليهود المنظمة. فقد وضع عزرا بتأييد من الفرس =

<<  <   >  >>