للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فلما رأى عزرا أن القوم قد أحرق هيكلهم، وزالت دولتهم، وتفرق جمعهم، ورفع كتابهم، جمع من محفوظاته ومن الفصول التي يحفظها الكهنة ما لفق منه هذه التوراة التي في أيديهم؛ ولذلك بالغوا في تعظيم عزرا هذا غاية المبالغة، وزعموا أن النور إلى الآن يظهر على قبره الذي عند البطائح بالعراق؛ لأنه عمل لهم كتابا يحفظ لهم دينهم. فهذه التوراة التي في أيديهم على الحقيقة كتاب عزرا، ولست كتاب الله١. وهذا يدل على أنه -أعني الذي جمع هذه الفصول التي بأيديهم- رجل فارغ جاهل بالصفات الإلهية؛ فلذلك نسب إلى الله تعالى صفات التجسيم والندم على ما مضى من أفعاله والإقلاع عن مثلها وغير ذلك مما تقدم ذكره.


١ التوراة إبان السبي:
سقطت مملكتا اليهود، فدالت دولتهم واندثرت أمتهم، كان أكثرهم مشتتا بين نهري دجلة والفرات وما حولهما، فذابوا بين تلك الشعوب وعبدوا آلهتهم. وكانت قلة منهم مشردة في مصر.
واستمر هذا النفي إلى عام ٥٣٨ ق. م. تقريبا حيث قام الملك الفارسي كورش -كيروس الثاني- بالهجوم على الميديين فأخضعهم، واستولى على آشور وبابل. ومن ثم أصبح له السلطان على فلسطين واليهود.
وتودد اليهود للحكم الجديد واستعطفوه -وما أبرعهم في ذلك وأبرع بهم- ثم التمسوا منه أن يسمح لهم بالعودة إلى بلادهم وبناء هيكلهم واستئناف الحرية في ظله فوافق. وعاد كثير منهم إلى فلسطين فأعادوا بناء المدينة والهيكل بعد إعاقات كثيرة بسبب خلافاتهم. أخبار الأيام الثاني ٣٦/ ٣٠ - ٣٣، وسفر عزرا من ١ حتى ٦، وسفر نحميا الأبواب ١ - ٧. =

<<  <   >  >>