وعلى كل حال لم يعمل بتلك التوراة سوى ثلاثة عشر عاما، وهي المدة المتبقية من حكم يوشيا. فما إن مات وخلفه في الحكم ابنه "يهوآحاز" حتى ارتد وأشاع الكفر. واستمر الكفر والارتداد وقتل الأنبياء ومطاردة المصلحين في عهد إخوته وأولادهم. الملوك الثاني ٢٣/ ٣١ - ٣٧، وأخبار الأيام الثاني ٣٦/ ١ - ١٧. وتوالت النكبات على اليهود من قبل الشعوب المحيطة بهم، حتى إن "نبوخذ ناصر" -بختنصر- ملك بابل اجتاح مملكة يهوذا عدة مرات، بسب ما يلقاه من غدر ونقض للعهود، إلى أن هاجمها أخيرا -عام ٥٨٨ ق. م. تقريبا- فدك أسوار القدس وأحرق المدينة والهيكل بعد أن أخذ منه التابوت، وتتبع الهارونيين وسائر الكهنة فقتلهم على دم واحد. ثم سبى اليهود جميعا إلى بابل مقيدين بالسلاسل ولم يترك فيها إلا شرذمة قليلة من أفقر الفقراء. انظر: الملوك الثاني البابين ٢٤ و٢٥، وأخبار الأيام الثاني الباب ٣٦، وسفر إرميا الأبواب ٣٩ - ٤٠ و٥٢. وفي هذه الحادثة انعدمت التوراة وسائر أسفار العهد القديم التي كانت مصنفة. وأهل الكتاب من يهود ونصارى يقرون بذلك كما ذكر المؤلف رحمه الله. وانظر الحاشية التالية لإكمال البحث.