للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= أحفاده. كان عدد المرتدين منهم أكثر من الذين يعترفون بالدين، حتى غدا أكثر أهل المملكة وثنيين، فوضعت الأصنام حتى في البيت المقدس، وبنيت لها المذابح، كما في سفر الملوك الثاني الباب ٢١ وسفر أخبار الأيام الثاني الباب ٣٣.
وهذا ضاعت التوراة وأصبحت نسيا منسيا. ثم آل الأمر إلى يوشيا بن آمون، وكان فتى طيبا. فتاب إلى الله، واتجه إلى نشر الدين والعمل بالشريعة، فرمم الهيكل، وأزال منه رسوم الكفر، وبحث عن التوراة وجد في البحث لكن دون جدوى. ومضى من حكمه سبعة عشر عاما دون أن يعثر أحد على نسخة من التوراة، أو يسمع عنها شيئا.
وفي السنة الثامنة عشرة من حكمه ادعى رئيس الكهنة "حلقيا" أنه وجد سفر شريعة الرب بيد موسى -أي التوراة- في بيت الرب بين الفضة التي جمعت من الشعب لترميم البيت. وسلمه للكاتب شوفان ليقرأه على الملك. فلما سمع الملك كلام سفر الشريعة مزق ثيابه، كما في سفر الملوك الثاني ٢٢/ ١ - ١١، وسفر أخبار الأيام الثاني ٣٤/ ١ - ٢٠.
ثم إن الملك جمع شعب يهوذا عند الهيكل، وقرأ عليهم السفر، فتعجب الناس والملك من فرط ما ارتكبه اليهود من مخالفات. ثم أخبر الملك الناس عن عزمه على العمل به. سفر الملوك الثاني ٢٣/ ١ - ٢٣، وأخبار الأيام الثاني ٣٤/ ٢٩ - ٣٣ و٣٥/ ١.
هذا، ولا يقبل الباحثون ادعاء حلقيا؛ لأن البيت نهب مرتين قبل عهد الملك آخذ، ثم جعل بيتا للأصنام. وكان سدنة الأصنام يدخلون البيت كل يوم. أما ي عهد يوشيا فقد كان الكهنة يدخلون إلى البيت يوميا مدة سبعة عشر عاما في أثناء الترميم وبعده. فلا يعقل أن تكون نسخة التوراة في البيت، ولا يراها أحد خلال تلك المدة الطويلة رغم البحث والتفتيش. ويرى الباحثون أن حلقيا ومن معه من الكهنة لما رأوا =

<<  <   >  >>