رفض السامريون -وهم من بقايا مملكة إسرائيل- أن يعترفوا بسيادة مجمع كهنة القدس وبالنظام الذي وضعه عزرا وغيره. ومن ثم رفض طلبهم بالاشتراك في بناء الهيكل بحجة أنهم كانوا أقرب إلى الوثنية. وتفاقم الخلاف بين الجهتين، فسكن كل منهم في مدن خاصة به. مما أدى بالسامريين إلى مراجعة أمورهم وانفصالهم بتوراة خاصة لا تضم إلا الأسفار الخمسة. ويقول العبرانيون: إننا على حق، ويقول السامريون: بل نحن وحدنا على الحق، وأنتم الذين حرفتم وغيرتم وزدتم وأنقصتم من كتاب الله. كما يدعي السامريون أن التوراة العبرانية كتبها عزرا، وساعده زر بابل بن شألتئيل. هداية الحيارى ص٥٨١، الشرائع الدينية ص٦٥، اليهود لزكي شنودة ص١٤٥ - ١٤٦، تقديم التوراة السامرية لأحمد حجازي ص٦ وص٢١. ولو كانت إحدى التوراتين منقولة بالتواتر، أو على الأقل بسند صحيح متصل لما ضرها وجود غيرها. لكن كلتاهما ليس لها شبه سند. ويظهر أن التوراتين كانتا في الأصل توراة واحدة كتبت في أثناء السبي، ثم نقحت وزيد فيها بعده؛ إذ يكاد العلماء يجمعون -لا سيما اليهود- على أن التوراة جرى تأليفها في القرن السادس قبل الميلاد في أثناء السبي. لكن العداء الشديد هو الذي أدى إلى وجود نسختين. التوراة إبان حكم اليونان: ظل اليهود تحت سيطرة الفرس زهاء قرنيين من الزمن، إلى أن هزم الإسكندر الأكبر الدولة الفارسية واستولى على بلاد الشام عام ٣٣٢ ق. م. تقريبا، فدان له اليهود جميعا من عبرانيين وسامريين. وبعد =