للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= طريق الترغيب والترهيب. ولكان خواص أصحابه يعلمون في الباطن أنه كذاب، وإن صدقوه ظاهرا، مع أن الوقائع تثبت أن تصديقهم الظاهر والباطن له بلغ حد العجب لدى المشركين. وكان خواص أصحابه وأعلمهم بحاله أعظمهم محبة له وفداء، مع أنهم لاقوا باتباعه الأذى والحرمان، وعادى كثير منهم أباه وأخاه. بل إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلغ الأنصار بأثرة يلقونها من بعده، وطلب منهم الصبر. ثم إن الصحابة -رضي الله عنهم- وقع بينهم خلف كبير بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يذكر أحد منهم شيئا من هذا القبيل البتة. الجواب الصحيح ٤/ ٢٥ و٥٥.
٦ - أن محمدا -صلى الله عليه وسلم- أنزل عليه في القرآن ما لا وجود له عند أهل الكتاب مثل قصة هود وصالح وشعيب -عليهم السلام- ووردت كذلك بعض التفاصيل في القصص مما لا وجود له في كتبهم، مثل قصة إبراهيم وموسى، وإيمان امرأة فرعون، وسليمان، وعيسى وتكليمه الناس في المهد، ونزول المائدة على الحواريين وغير ذلك. حتى إنه قد نزل عليه ما صحح أخطاء لدى أهل الكتاب مثل نفي قتل المسيح وصلبه، وتبيان أن الذي صنع العجل لبني إسرائيل إنما هو السامري وليس هارون -عليه السلام- وغير ذلك مما برئت به ساحة كثير من الأنبياء -عليهم السلام- ولو أن محمدا -صلى الله عليه وسلم- كان يتعلم من أهل الكتاب لما زاد هذه الزيادات، ولما خطأهم في بعض ما ذكر في كتبهم حتى لا يفتح عليه باب معارضتهم؛ إذ لا يليق بالعاقل أن يقدم على فعل يمنعه من مطلوبه، ويبطل مقصوده من غير فائدة. الجواب الصحيح ٤/ ٥٤، إظهار الحق ٥١ - ٥٢.
ومخالفة القرآن لبعض ما في كبت أهل الكتاب، إنما يرجع إلى كون هذه الكتب غير أصلية. قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [النمل: ٧٦]. =

<<  <   >  >>