زاد في رواية: قال ابن سلام: هذا الذي كنت أخافه يا رسول الله. وإنما أسلم في المدينة المنورة في وقت شدة من الأمر، وقلة من المسلمين وضعف وحاجة، وأهل الأرض مطبقون على عداوتهم، واليهود والمشركون هم أهل الشوكة والسلاح. ثم أعز الله الإسلام وأهله وحاربهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بسبب غدرهم وتآمرهم ونقضهم العهود. ولم يأل عبد الله -رضي الله عنه- جهدا في محاربة قومه اليهود وإعلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعاداتهم ومكرهم. مات سنة ٤٣هـ في خلافة معاوية -رضي الله عنه- وكان الصحابة -رضي الله عنهم- يرون أن فيه نزلت هذه الآية: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ}. الاستيعاب ٣/ ٩٢١. فإذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يرَ عبد الله قبل الهجرة مطلقا. وقد نزل عليه أكثر الآيات فصاحة وإعجازا في مكة المكرمة. فكيف ينسبون الفصاحة المعجزة في القرآن إلى تأليف عبد الله بن سلام؟ ثم إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت تنزل عليه الآيات حضرا وسفرا بسبب سؤال ورد أو حادثة وقعت، وعبد الله بن سلام -رضي الله عنه- بعيد كل البعد عن ذلك المكان، فكيف يعلمه؟!