أما العلوم غير الدينية، وهي العلوم التجريبية ونحوها، فقد بين الله سبحانه أنه سخر للإنسان ما في الأرض جميعا، وجعله خليفة فيها، وأمر بالنظر في السماوات والأرض والتفكر فيها، وضرب بعض الأمثلة العلمية، كما سيأتي في الإعجاز العلمي إن شاء الله. والقرآن متجدد في معانيه عند من تدبره. وأنعم النظر فيه بصدق وإخلاص، تتجلى فيه براهين الخالق، لدى كل قراءة، فتزيد المتدبر إيمانا وخشوعا. ويظهر تجدده من الدلائل اليقينية والأقيسة العقلية والأمثلة المضروبة، وغير ذلك مما أخبر عنه وبينه من الدلائل. فقد جادل المكذبين والمعاندين ورد على أرباب الضلالات بأنواع من الحجج والبراهين، وقرر الشرائع الكلية التي بعث بها الرسل. كل ذلك بعبارات سهلة المباني مختصرة المعاني. قال سبحانه: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} [الروم: ٥٨]. والأمثال المضروبة في القرآن منها ما يصرح فيه بتسميته مثلا، ومنها ما لا يصرح فيه بذلك. فثبت أن القرآن الكريم جامع لجميع العلوم النقلية والعقلية أصولها وفروعها. ٣ - الإعجاز السماعي: والقرآن له إعجاز نفسي عجيب لدى القارئ والسامع، فهو متجدد عند قارئه يقرؤه فلا يسأمه، وعند سامعه يسمعه فلا يمله. بل إن تكراره يوجب زيادة محبته بخلاف غيره. أضف إلى ذلك الخشية التي تلحق قلوب سامعيه، والهيبة التي تعتري تاليه؛ ولذلك كان يأخذ العرب وغيرهم بروعته وبيانه، فلا يملكون أنفسهم عن =