وأما الجمارا فهي شروح وتعليقات على المشناة، ألفت في فترة طويلة تمتد من القرن الثاني الميلادي إلى أواخر القرن السادس. وهي نوعان: جمارا أورشليم: وهو سجل للمناقشات التي أجراها حاخامات فلسطين، أو بالأحرى علماء مدارس طبرية لشرح أصول المشناة. ويرجع ابتداء جمعه إلى عام ٤٠٠م. جمارا بابل: وهو أيضا سجل مماثل للمناقشات حول تعاليم المشناة، دونها علماء اليهود، وانتهوا من جمعها عام ٥٠٠م. والمشناة مع شرحه جمارا أورشليم يسمى"تلمود أورشليم"، ومع شرحه جمارا بابل يسمى "تلمود بابل". وكل منهما يطبع على حدة. وأكثرهما تداولا بين اليهود تلمود بابل. وهو المراد عن إطلاق اللفظ. فالتلمود -بمتنه المشناة وشرحه الجمارا- توضيح وتفصيل وتكميل لما ورد في التوراة. وقد أنزله معظم اليهود منزلة لا تقل عن التوراة؛ فهو يليها في قدسيته، ويتقدمها في أهميته، ويمتاز بسريته. بل إن بعضهم ليضعه في مكان أسمى من التوراة نفسها. انظر: التلمود تاريخه وتعاليمه لظفر الإسلام خان ص٤٠ - ٤٩، الأسفار المقدسة لعلي عبد الواحد ص١٠ وص٢١ - ٢٢، اليهودية لأحمد شلبي ص٢٧٣ - ٢٧٤ وص٢٢٦ - ٢٢٧. =