للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يخاطبهم في كل مسألة بالصوت الذي سموه "بث قول"١.

وهذا الطائفة أشد اليهود عداوة لغيرهم من الأمم من سائر اليهود.


١ الفَرّيسيّون أو الربانيون أهم فرق اليهود وأكبرها قديما وحديثا. ويطلقون على أنفسهم لقب: الإخوة أو الأحبار أو الرفاق. أما كلمة "الفريسيون" فتعني: المعتزلة. ويظهر أن خصومهم هم الذين أطلقوا عليهم هذا اللقب، وهم يكرهونه.
وتعترف هذه الفرقة بجميع الأسفار والروايات الشفوية المنسوبة إلى موسى -عليه السلام- وكذلك تعترف بأسفار التلمود؛ بل إن فقهاءهم الذين يطلق عليهم "الربانيون" هم الذين وضعوا أسفار التلمود كما ذكر المؤلف -رحمه الله- وهذه الفرقة تؤمن بالبعث، وتعتقد أن الأموات الصالحين سينشرون في الأرض ليشتركوا في ملك المسيح المنتظر. وللحاخامات سلطة عليا عندهم، بل هم معصومون في نظرهم، وأقوالهم صادرة عن الله. انظر: الأسفار المقدسة لعلي ص٥٥ - ٥٦، واليهودية لأحمد شلبي ص٢٢٦ - ٢٢٧.
أما الصدوقيون فلا يعترفون إلا بكتاب الأسفار، ويرفضون الأحاديث الشفوية لموسى، ومن باب أولى شروح الربانيين. بل إنهم لا يروين للتوراة قدسية مطلقة. وهم لا يؤمنون بالبعث يوم القيامة، ويعتقدون أن عقاب العصاة وإثابة المحسنين إنما يحصلان في الدنيا. الأسفار المقدسة ص٥٦ - ٥٧ وص١٤ وص٣٠، اليهودية لأحمد ص٢٢٩ - ٢٣١، الشرائع الدينية لأحمد يسري ص١٢٣.
وهذه الفرق جميعها من العبرانيين، أما السامريون فلهم توراة خاصة بهم، ليس فيها سوى أسفار موسى الخمسة؛ لأنهم ينكرون ما عداها. بل يبطلون كل نبوة بعد موسى ويوشع. إلا أن بعضهم يضيف إلى التوراة سفري يوشع والقضاة. تعريف بالتوارة السامرية ص٤ - ٥ و١٤ و١٧ و٢٦، الأسفار المقدسة لعلي ص٥٨.

<<  <   >  >>