ويظهر -والله أعلم- أن المسيح -عليه السلام- إنما أنكر على اليهود الغلو والتشدد في أمر السبت، ولم ينكر عليهم تعظيمه. لكن بولس ومَن لف لفه هم الذين أسقطوا تعظيمه وغيروا وبدلوا. جاء في رسالة بولس إلى أهل كولوسي ٢/ ١٦: لا يحكم عليكم أحد في المأكول والمشروب، أو في الأعياد والأهلة والسبوت. ٢/ ١٧: فما هذه كلها إلا ظل الأمور المستقبلة. أما الحقيقة فهي في المسيح. وذكر الشيخ الهندي -رحمه الله- في إظهار الحق ص٣٠٦ أنه جاء في تفسير "دوالي ورجر دمينت" في شرح هذه الجملة ما يلي: قال بركت والدكتور وت بي: "كانت -أي الأعياد- في اليهود على ثلاثة أقسام: في كل سنة سنة، وفي كل شهر شهر، وفي كل أسبوع أسبوع. فنسخت هذه كلها، بل يوم السبت أيضًا، وأقيم سبت المسيحيين مقامه". وقال بِشُب هارسلي: "زال سبت كنيسة اليهود، وماشى المسيحيون في عمل سبتهم على رسوم طفولية الفريسيين". اهـ.