للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأما صوم إحراق بيت المقدس وصوم حصاره وصوم كداليا الذي جعلتموه فرضا. هل كان موسى -عليه السلام- يصومها وأمر بها، هو أو خليفته يوشع؟ أو صوم صلب هامان؟ هل هذه الأمور مفترضة بالتوراة، أو زيدت لأسباب اقتضت زيادتها في هذه الأعصار؟

فإن قالوا: وكيف يلزمنا النسخ بهذه الآي؟ قلنا: لأن التوراة بهذه الآية نطقت، وهي: "لوثوا سيفوا عل هدا باراشيرا نوضي مصوي أتخيم ولوتغر عد ممينو".

تفسيره: لا تزيدوا على الأمر الذي أنا موصيكم به شيئا، وإذا زدتم أشياء من الفرائض، فقد نسختم تلك الآية١.


= هذه الطائفة دعاء على الأمم بالبوار وعلى العالم بالخراب سوى بلادهم التي هي أرض كنعان. فلما رأت اليهود الجد من الفرس في منعهم من الصلاة، اخترعوا أدعية زعموا أنها فصول من صلاتهم، وسموها الخزانة، وصاغوا لها ألحانا عديدة، وصاروا يجتمعون في أوقات صلواتهم على تلحينها وتلاوتها. والفرق بين هذه الخزانة وبين الصلاة: أن الصلاة بغير لحن، وأن المصلي يتلو الصلاة وحده، وأما الخزانة فيشارك جماعة في الجهر بها، ويعاونونه في الألحان. وكانت الفرس إذا أنكرت ذلك منهم زعمت اليهود أنهم يغنون أحيانا، وينوحون على أنفسهم أحيانا أخرى، فتركوهم وذاك. ثم صارت الخزانة عندهم من السنن المستحبة؛ بل إنهم في الأعياد والمواسم والأفراح يستغنون بها عن الصلاة من غير ضرورة.
١ جاء في سفر التثنية ٤/ ١: فالآن يا إسرائيل اسمع الفرائض والأحكام التي أنا أعلمكم لتعملوها ...
٤/ ٢: لا تزيدوا على الكلام الذي أنا أوصيكم به، ولا تنقصوا منه؛ لكي تحفظوا وصايا الرب إلهكم التي أنا أوصيكم بها.

<<  <   >  >>