للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الثالث: أن موسى -عليه السلام- لما نقل كلام الله في الفقرة الأخرى لإثبات قوله الذي ذكره أولا، لم يذكر فيه هذا اللفظ. ولا يمكن أن يكون ما قاله موسى مخالفا لقول الله زيادة أو نقصانا.
الرابع: أن التوراة السامرية خلت من هذا اللفظ، وإنما جاء فيها "نبيا من جملة إخوتك مثلي". وكذلك فإن من نقل هذه الفقرة من تلاميذ المسيح -عليه السلام- لم يذكر هذه العبارة. جاء في سفر الأعمال ٣/ ٢٢ - ٢٣ في خطبة بطرس في الهيكل: "فإن موسى قال للآباء: إن نبيا مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم، له تسمعون في كل ما يكلمكم به. ويكون أن كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب".
فسقوط هذه العبارة من هذه الأماكن دليل على عدم ثبوتها، وعلى فرض ثبوتها يكون المراد بها أن هذا النبي الآتي لن يكون بعيدا عن بني إسرائيل لا في النسب ولا في المكان.
٢ - جاء في سفر التكوين ١٦/ ١٢ في بشارة هاجر بإسماعيل: "وأمام جميع إخوته يسكن". وفي ٢٥/ ١٨: "أمام جميع إخوته نزل" أي: في وسطهم. وإخوة إسماعيل هم أولاد إبراهيم -عليه السلام- وإخوة بني إسرائيل هم بنو إسماعيل -أي العرب- وبنو العيس -أي الروم- فأما بنو العيس فلم يقم فيهم نبي سوى أيوب -عليه السلام- وكانت بعثته قبل أن يخلق موسى. فلا يجوز أن يكون هو الذي بشرت به التوراة. فلم يبقَ إلا العرب بنو إسماعيل. فتعين أن يكون المبشر به منهم. ولم يخرج من ولد إسماعيل نبي سوى محمد -صلى الله عليه وسلم- فيكون هو المبشر به وهو المنتظر. ويدعم ذلك وعد الله لهاجر وإبراهيم في حق إسماعيل كما في سفر التكوين ١٦/ ٦ - ١٦ والبركة الممنوحة له إجابة لدعاء إبراهيم كما في ١٧/ ١٨ - ٢٠ من السفر نفسه.
وأما قول النصارى: إن المسيح -عليه السلام- نسب هذه البشارة =

<<  <   >  >>