للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الحاشية السابقة. وكما جاء في سفر الأحبار -اللاويين- ١٠/ ٦: "وقال موسى لهارون وألعازار وإيثامار ابنيه: لا تكشفوا رءوسكم، ولا تشقوا ثيابكم لئلا تموتوا، ويسخط على كل الجماعة. وأما أخوتكم كل بيت إسرائيل، فيبكون على الحريق الذي أحرقه الرب". فالمخاطبون هنا هارون وولداه، وهما من سبط لاوى؛ ولذلك قال لهم عن سائر الأسباط: "وأما إخوتكم". وما ورد في بعض المواضع من استعمال لفظ "إخوة بني إسرائيل" في بعضهم مثل ما جاء في سفر التثنية ١٧/ ١٥ فهو استعمال مجازي اقتضته الحال؛ إذ لا يعقل أن يقال في لغة من اللغات: بنو إسرائيل هم إخوة بني إسرائيل؛ لأن إخوة القوم ليسوا أنفسهم، بل بنو أبيهم. ولا تترك الحقيقة ما لم يمنع منها مانع قوي. ويدعم ذلك ما يلي:
١ - لا شك أن الأسباط الاثني عشر كانوا حاضرين في ذلك الوقت مع موسى -عليه السلام- والخطاب موجه إليهم جميعا. فلو كان النبي المبشر به منهم لقال: أقيم لهم نبيا منهم أو من أنفسهم. ولم يقل: من إخوتك أو من إخوتهم.
أما ما تمسكوا به من قوله: "من وسطك من إخواتك" أو "من بينكم" فيظهر -والله أعلم- أن هذه العبارة ملحقة أضيفت إلى النص بقصد التحريف والتعمية. يدل على ذلك أربعة أمور:
الأول: أن الخطاب موجه هنا لجميع بني إسرائيل، وليس إلى بعضهم كما سلف. فإذا كانت هذه العبارة أصلية كان قوله: "من إخوتك" لغوا محضا لا معنى له.
الثاني: أن لفظ "من إخوتك" تكرر في الفقرة الأخرى ١٨/ ١٨ دون لفظ "من وسطك" أو "من بينك" فيكون المكرر هو الصحيح الأصلي دون غيره. =

<<  <   >  >>