للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= أعمال الرسل ٣/ ٢٢ و٧/ ٣٧، وقد اتفق الآباء القديسون كلهم على هذا التفسير.
٢ - جاء في إنجيل يوحنا ٥/ ٤٥ - ٤٧: لا تظنوا أني أشكوكم إلى الآب. يوجد الذي يشكوكم، وهو موسى الذي عليه رجاؤكم؛ لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني؛ لأنه هو كتب عني. فإن كنتم لستم تصدقون كتب ذاك، فيكف تصدقون كلامي؟
فالمسيح نسب هذه البشارة إلى نفسه. وليس بعد كلامه كلم.
٣ - أن الضمير في "لهم" عائد إلى بني إسرائيل. وفي "مثلك" عائد إلى موسى. وهذا إشارة إلى المسيح. قالوا: وبذلك فسره شمعون الصفا قال: "إن النبي الذي وُصِّي بنو إسرائيل بقبول أمره والإيمان به هو المسيح" قالوا: وتفسير شمعون عندنا حجة قاطعة. ونحن عولنا عليها لا على مفهوم اللفظ. هداية الحيارى ص٥٢٧، إظهار الحق ٢/ ٢٤٦ - ٢٤٨، تنقيح الأبحاث ص٦٣ - ٦٤.
تحليل وترجيح:
بشرت التورة بنبي يأتي في المستقبل، ووصفته بصفتين:
الأول: كونه من إخوة بني إسرائيل، لا منهم حقيقة.
الثانية: كونه نبيا يشابه موسى في أوصافه، ويماثله في نبوته.
وهاتان الصفتان لا تتحققان في يوشع بن نون ولا في شموائيل ولا في عيسى ابن مريم ولا في سائر أنبياء بني إسرائيل.
أ- أما الصفة الأولى: فلأنهم كلهم من بني إسرائيل، وليسوا من إخوتهم أي أبناء عمومتهم؛ لأن الاستعمال الحقيقي لهذا اللفظ يقتضي ألا يكون المبشر به له علاقة الصلبية أو البطنية بالمخاطبين وهم بنو إسرائيل. بل من فرع آخر غير فرعهم. ومن تبع هذه اللفظة في التوراة وجد أن المراد بها في أكثر ما وردت أبناء عم المخاطبين. كما ذكر في =

<<  <   >  >>