للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وكذلك لا توجد مماثلة بين موسى والمسيح -عليهما السلام- من النواحي التالية:
١ - أن موسى -عليه السلام- عبدٌ لله أرسله إلى بني إسرائيل. وغايته أن يكون نبيا يوحى إليه بشرع. والمسيح في زعم النصارى ليس بنبي ولا عبد، لكن إله تام من إله تام يرسل الرسل. والبشارة إنما جاءت بنبي مرسل يشابه موسى. ثم إن البشارة بواحد من إخوة بني إسرائيل. وبنو إسرائيل وإخوتهم عبيد لله، ليس فيهم إله.
٢ - أن المهمة التي جاء من أجلها المسيح في عقيدة النصارى لا تشابه المهمة التي بعث موسى من أجلها؛ فالمسيح في زعمهم أقنوم من الأقانيم الثلاثة الأزلية تجسد لكي يفدي الإنسان الذي شوهته الخطيئة البشرية، ويموت على خشبة الصليب كإنسان كامل بدون خطيئة -أقنوم الحق الفريد لرأفت عماري ص١٥ و١٦ - والمسيح في زعمهم دخل الجحيم بعد صلبه قبل قيامه ومكث هناك ثلاثة أيام، وأخرج الأنبياء والصالحين؛ لأن صلبه كان كفارة للخطيئة البشرية. أما موسى -عليه السلام- فقد كانت مهمته تنحصر في أنه بشر رسول يبلغ عن الله الواحد، ولم يصلب فداء عن أحد، بل مات موتا عاديا، ولم يدخل الجحيم ليخلص أحدا. فبين المهمتين بون شاسع.
٣ - أن موسى -عليه السلام- كان صاحب شريعة كاملة شاملة مستقلة، والمسيح -كما تذكر الأناجيل الأربعة- لم يكن كذلك. جاء في إنجيل متى ٥/ ١٧ - ١٨: "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء". والنصارى يأخذون معظم تشريعهم من العهد القديم، وقد تضمنت الأناجيل بعض عبارات للمسيح تتصل بالتشريع مع إقراره بالتشريع اليهودي. وبعد رفع المسيح أقام القُسُس على أساس تلك العبارات مع العهد القديم نظاما قانونيا للكنيسة. =

<<  <   >  >>