فإذا لم يكن محمد -صلى الله عليه وسلم- نبيا فهو ملك. وقد علم الخاص والعام أنه أخبر عن نفسه أنه رسول الله إلى الناس كافة وخاتم النبيين. فإن كان صادقا عدلا، فقد وجب الإيمان به. وإلا فكيف تكون البشرى لهاجر وإجابة دعاء إبراهيم بملك ظالم جبار متسلط؟ لا سيما إذا ادعى النبوة، فإنه يكون شرا من ملك ظالم لم يدع النبوة، ولم يفتر على الله الكذب. أية بشارة تكون لهاجر وإبراهيم بولد طاغية؟ وأين البركة الممنوحة لإسماعيل؟ ومتى تحققت؟ وصفوة القول: إن البركة التي تعني أمما وملوكا ونبوة وتشريعا، والتي وعد الله بها إبراهيم وهاجر في ابنهما إسماعيل لم تتحقق إلا بنوة محمد -صلى الله عليه وسلم- فدل على أنه هو المبشر به وأن رسالته عالمية. انظر: الملل والنحل للشهرستاني ١/ ٣١٢ - ٣١٣، الجواب الصحيح ٣/ ٣١١ - ٣١٤ و١/ ١٨٠، هداية الحيارى ص٥٤٢ و٥٤٤ - ٥٤٥ و٦٣٤، الأجوبة الفاخرة ص١٦٣ و١٦٥، تحفة الأريب ص١٣٤، إظهار الحق ٢/ ٢٥١، قصص الأنبياء ص٢٩٣، محمد رسول الله لبشرى ص٧٤، هذا ومن أطرف التعنت ما جاء في حاشية الكتاب المقدس المطبوع بيروت عام ١٩٨٣م على الفقرة ٢١/ ١٤: بين بولس المعنى السري فيما فعل إبراهيم مع سارة وهاجر؛ إذ قال عن سارة: إنها رمز الكنيسة، وعن هاجر: إنها رمز مجمع اليهود. فلذلك يدل إسماعيل على اليهود الذين كفروا بالمسيح، وإسحاق على المؤمنين بمخلص العالم. اهـ. ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.