للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= اسم الرب قد سمي عليك ويخافون منك. ويزيدك الرب خيرا في ثمرة بطنك وثمرة بهائمك.
ولا ريب في أن الله سبحانه فضلهم على عالمي زمانهم كما جاء في القرآن، وكان هذا التفضيل مشروطا بطيبهم وستقامتهم كما دلت بعض النصوص عليه، فإذا غيروا غير الله حالهم. بيد أنهم لفرط جهلهم ولقساوة قلوبهم فرحوا بالوعد، ونسوا الشرط، فظنوا أنهم شعب الله المختار. بل أبناء الله وأحباؤه. وافتروا على الله الكذب، وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون. ويدل على ذلك ما يلي:
جاء في سفر التثنية ٨/ ١٩ - ٢٠: وإن نسبت الرب إلهك، وذهبت وراء آلهة أخرى وعبدتها وسجدت لها، أُشهد عليكم اليوم أنكم تبيدون لا محالة. كالشعوب الذين يبيدهم الرب من أمامكم، كذلك يبيدون؛ لأجل أنكم لم تسمعوا لقول الرب إلهكم.
وجاء في ١١/ ٢٦ - ٢٨ من السفر نفسه: انظر أنا واضع أمامكم اليوم بركة ولعنة: البركة إذا سمعتم لوصايا الرب إلهكم التي أنا أوصيكم بها اليوم، واللعنة إذا لم تسمعوا لوصايا الرب إلهكم، وزغتم عن الطريق التي أنا أوصيكم بها اليوم لتذهبوا وراء آلهة أخرى لم تعرفوها.
وجاء في ٢٨/ ١٥: ولكن إذا لم تسمع لصوت الرب إلهك ... تأتي عليك جميع هذه اللعنات وتدركك.
٢٨/ ٣٢: يُسلم بنوك وبناتك لشعب آخر، وعيناك تنظران إليهم ...
٢٨/ ٤٣ - ٤٤: الغريب الذي في وسطك يستعلي عليك متصاعدا، وأنت تنحط نازلا. هو يكون رأسا وأنت تكون ذنبا. اهـ.
وهذا ما حصل، فغضب الله عليهم ولعنهم، وضرب عليهم الذلة والمسكنة. وما من أمة إلا وقصدهم أشد القصد. ولم يروا العدل إلا في بلاد المسلمين؛ ولذلك يكافئونهم اليوم على حسب جبلتهم.

<<  <   >  >>