ذكر محَاسِن الْفُصُول الْأَرْبَعَة للسّنة على لِسَان الْأَدَب
من كتاب نسيم الصِّبَا للشَّيْخ شمس الدّين بن حبيب رَحمَه الله قَالَ حضر فُصُول الْعَام مجْلِس الْأَدَب فِي يَوْم بلغ فِيهِ الأريب نِهَايَة الأرب بمشهد من ذَوي البلاغة ومنتهى صناعَة الصاغة فَقَامَ كل مِنْهُم يعرب عَن نَفسه ويفتخر على أَبنَاء جنسه
فَقَالَ الرّبيع أَنا شباب الزَّمَان وروح الْحَيَوَان وإنسان عين الْإِنْسَان أَنا حَيَاة النُّفُوس وزينة عروس الغروس ونزهة الْأَبْصَار ومنطق الأطيار عرف أوقاتي ناسم وأيامي أعياد ومواسم فِيهَا يظْهر النَّبَات وتنشر الْأَمْوَات وَترد الودائع وتتحرك الطبائع ويمرح جنيب الْجنُوب ويبرح وجيب الْقُلُوب وَتفِيض عُيُون الْأَنْهَار ويعتدل اللَّيْل وَالنَّهَار كم لي من عقد منظوم وطراز وشي مرقوم وحلة فاخرة وَحلية ظَاهِرَة وَنجم سعد يدني راعيه من الأمل وشمس حسن بأبعد مَا بَين برج الجدي وَالْحمل عساكري منصورة وأسلحتي مَشْهُورَة فَمن سيف غُصْن مجوهر وَدرع بنفسج مشهر ومغفر شفيق أَحْمَر وترس بهار يبهر وَسَهْم آس يرشق فينشق ورمح سوسن سنانه أَزْرَق تحرسها آيَات وتكنفها ألوية ورايات بِي تحمر من الْورْد خدوده وتهتز من البان قدوده ويخضر عذار الريحان وينتبه من النرجس طرفه الْوَسْنَان وَتخرج الخفايا من الزوايا ويفتر ثغر الأقحوان قَائِلا أَنا ابْن جلا وطلاع الثنايا