على عِمَارَته الأولى إِلَى حِين خربه بخت نصر أَرْبَعمِائَة وَثَلَاثًا وَخمسين سنة ثمَّ لبث على التخريب سبعين سنة ثمَّ عمر ولبث على عِمَارَته الثَّانِيَة إِلَى حِين خربه طيوطوس الرُّومِي مرّة ثَانِيَة سَبْعمِائة وَإِحْدَى وَعشْرين سنة
قَالَ الْحسن بن أَحْمد المهلبي فِي المسالك والممالك ثمَّ تراجع بَيت الْمُقَدّس إِلَى الْعِمَارَة قَلِيلا قَلِيلا واعتنى بِهِ بعض مُلُوك الرّوم وَسَماهُ إيليا وَمَعْنَاهُ بَيت الرب فعمره ورمم شعثه وَاسْتمرّ عَامِرًا وَهِي عِمَارَته الثَّالِثَة حَتَّى سَارَتْ هيلانة أم قسطنطين إِلَى الْقُدس فِي طلب خَشَبَة الْمَسِيح الَّتِي تزْعم النَّصَارَى أَن الْمَسِيح صلب عَلَيْهَا وَلما وصلت إِلَى الْقُدس بنت كَنِيسَة قِيَامَة على الْقَبْر الَّذِي تزْعم النَّصَارَى أَن عِيسَى دفن بِهِ وَخَربَتْ هيكل بَيت الْمُقَدّس إِلَى الأَرْض وَأمرت أَن يلقى فِي مَوْضِعه قمامات الْبَلَد وزبالته فَصَارَ مَوضِع الصَّخْرَة مزبلة وَبَقِي الْحَال على ذَلِك حَتَّى قدم عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَفتح الْقُدس فدله بَعضهم على مَوضِع الهيكل فنظفه عمر من الزبايل وَبنى بِهِ مَسْجِدا وَبَقِي ذَلِك الْمَسْجِد إِلَى أَن تولى الْوَلِيد بن عبد الْملك الْأمَوِي فهدم ذَلِك الْمَسْجِد وَبنى على الأساس الْقَدِيم الْمَسْجِد الْأَقْصَى وَفِيه الصَّخْرَة
وَبنى هُنَاكَ قبايا أَيْضا سمي بَعْضهَا قبَّة الْمِيزَان وَبَعضهَا قبَّة الْمِعْرَاج وَبَعضهَا قبَّة السلسلة وَالْأَمر على ذَلِك إِلَى يَوْمنَا هَذَا