حرارة الْقُلُوب وتكثر أَنْوَاع المطعوم والمشروب كم لي من شَجَرَة أكلهَا دَائِم وَحملهَا للنفع الْمُتَعَدِّي لَازم وورقها على الدَّوَام غير ذابل وقدود أَغْصَانهَا تخجل كل رمح ذابل
(إِن فصل الخريف وافي إِلَيْنَا ... يتهادى فِي حلية كالعروس)
(غَيره كَانَ للعيون ربيعا ... وَهُوَ مَا بَيْننَا ربيع النُّفُوس)
وَقَالَ الشتَاء أَنا شيخ الْجَمَاعَة وَرب البضاعة والمقابل بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَة أجمع شَمل الْأَصْحَاب وأسدل عَلَيْهِم الْحجاب وأتحفهم بِالطَّعَامِ وَالشرَاب وَمن لَيْسَ لَهُ بِي طَاقَة أغلقت من اجله الْبَاب أميل إِلَى الْمُطِيع الْقَادِر المستطيع المعتضد بالبرود والفرا والمستمسك من الدثار بأوثق العرى المرتقب قدومي وموافاتي المتأهب للسبعة الْمَشْهُورَة من كافاتي وَمن يَعش عَن ذكري وَلم يتَمَثَّل أَمْرِي أرجفته بِصَوْت الرَّعْد وأنجزت لَهُ من سيف الْبَرْق صَادِق الْوَعْد وسرت إِلَيْهِ بعساكر السَّحَاب وَلم أقنع بِالْغَنِيمَةِ بالإياب معروفي مَعْرُوف ونيل نيلي مَوْصُوف وثمار إحساني دانية القطوف كم لي من وابل طَوِيل المدى وجود وافر الجدا وقطر حلا مذاقه وغيث قيد العفاة إِطْلَاقه وديمة تطرب السّمع بصوتها وَحيا يحي الأَرْض بعد مَوتهَا أيامي وجيزة وأوقاتي عزيزة ومجالسي معمورة بذوي السِّيَادَة مغمورة بِالْخَيرِ والمبر والسعادة نقلهَا يَأْتِي من أَنْوَاعه بالعجب ومناقلها تسمح بِذَهَب اللهب وراحها تنعش الْأَرْوَاح وسقاتها يجفونهم السقيمة تفتن الْعُقُول الصِّحَاح إِن زرتها وجدت مَالا ممدودا وَإِن زرتها شاهدت لَهَا بَنِينَ شُهُودًا