للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أعاذه منه، وروى الحارث بن أبي سلمة في مسنده، عن روح عن موسى به، وله طرق عن موسى بن عبيدة، وفي معجم الطبراني من حديث إسماعيل بن عياش، حدثني أبي حدثني ضمضم بن زرعة، عن شريح عن عبيد، عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اليوم الموعود يوم القيامة، والشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة ويوم الجمعة ادخره الله لنا، وصلاة الوسطى صلاة العصر"، وقد روي من حديث جبير بن مطعم، قلت: والظاهر، والله أعلم أنه من تفسير أبي هريرة، فقد قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن يونس سمعت عمارًا مولى بني هاشم يحدث عن أبي هريرة قال: في هذه الآية وشاهد ومشهود، وقال: الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة، والموعود يوم القيامة.

الخاصة الثامنة والعشرون: إنه اليوم الذي تفزع منه السموات والأرض، والجبال والخلائق كلها إلا شياطين الجن والإنس، فروى أبو الجواب عمار بن زريق، عن منصور، عن مجاهد عن ابن عباس قال: اجتمع كعب وأبو هريرة، فقال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خير الدنيا والآخرة، إلا أعطاه أياه فقال كعب: ألا أحدثكم عن يوم الجمعة إنه إذا كان يوم الجمعة، فزعت له السموات والأرض والجبال، والبحار والخلائق كلها إلا ابن آدم والشياطين، وحفت الملائكة بأبواب المساجد، فيكتبون الأول، فالأول حتى يخرج الإمام، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم، ومن جاء بعد جاء لحق الله، وما كتب عليه، ويحق على كل حالم أن يغتسل فيه كاغتساله من الجنابة، والصدقة فيه أفضل من الصدقة في سائر الأيام، ولم تطلع الشمس، ولم تغرب على يوم كيوم الجمعة، قال ابن عباس: هذا حديث كعب، وأبي هريرة وأنا أرى من كان لأهله طيب أن يمس منه يومئذ، وفي حديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تطلع الشمس، ولا تغرب على يوم أفضل من يوم الجمعة، وما من دابة إلا وهي تفزع ليوم الجمعة إلا هذين الثقلين من الجن والإنس"، وهذا حديث صحيح، وذلك أنه اليوم الذي تقوم فيه الساعة، ويطوى العالم وتخرب فيه الدنيا، ويبعث فيه الناس إلى منازلهم من الجنة والنار.

<<  <   >  >>