النجود عن أبي صالح، عن كعب الأحبار قال: إن الله عز وجل اختار الشهور، واختار شهر رمضان، واختار الأيام، واختار يوم الجمعة، واختار الليالي واختار ليلة القدر، واختار الساعات، واختار ساعة الصلاة والجمعة تكفر ما بينها، وبين الأخرى وتزيد ثلاثا، ورمضان يكفر ما بينه، وبين رمضان والحج يكفر ما بينه، وبين الحج والعمرة تكفر ما بينها، وبين العمرة، ويموت الرجل بين حسنتين حنسة قضاها، وحسنة ينتظرها يعني صلاتين، وتصفد الشياطين في رمضان، وتغلق أبواب النار، وتفتح فيه أبواب الجنة، ويقال فيه: يا باغي الخير هلم رمضان أجمع، وما من ليالي أحب إلى الله فيهن العمل من ليالي العشر.
الخاصة الحادية والثلاثون: ١ أن الموتى تدنو أرواحهم من قبورهم، وتوافيها في يوم الجمعة، فيعرفون زوارهم ومن يمر بهم، ويسلم عليهم، ويلقاهم في ذلك اليوم أكثر من معرفتهم بهم في غيره من الأيام، فهو يوم تلتقي فيه الأحياء والأموات، فإذا قامت فيه الساعة التقى الأولون والآخرون، وأهل الأرض وأهل السماء والرب والعبد، والعامل وعمله والمظلوم، وظالمه والشمس، والقمر ولم تلتقيا قبل ذلك قط، وهو يوم الجمع واللقاء، ولهذا يلتقي الناس فيه في الدنيا أكثر من التقائهم في غيره، فهو يوم التلاق قال أبو التياح: لا حق لابن حميد كان مطرف بن عبد الله ببدر، فيدخل كل جمعة، فأدلج حتى إذا كان عند المقابر يوم الجمعة، قال: فرأيت صاحب كل قبر جالسًا على قبره، فقالوا: هذا مطرف يأتي الجمعة قال: فقلت لهم: وتعلمون عندكم الجمعة، قالوا: نعم ونعلم ما تقول فيه الطير قلت: وما تقول فيه الطير قالوا: تقول: رب سلم سلم يوم صالح.
وذكر ابن أبي الدنيا في كتاب المنامات وغيره، عن بعض أهل عاصم الجحدري في منامي بعد موته لسنتين، فقلت أليس قدمت؟ قال: بلى قلت: فأين أنت؟ قال: أنا والله في روضة من رياض الجنة، أنا ونفر من أصحابي نجتمع كل ليلة جمعة، وصبحتها إلى بكر بن عبد الله المزني، فنتلاقى أخباركم، قلت: أجسامكم أم