وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا لِخَاصٍّ مِنَ النَّاسِ فِي وَقْتٍ بِعَيْنِهِ كَمَا
١٥٣٤ - قَدْ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، قَالَ: " سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَغْفِرُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ لِلْمُحَلِّقِينَ ثَلَاثًا، وَلِلْمُقَصِّرِينَ مَرَّةً " فَكَانَ ذَلِكَ الْقَوْلُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ، لَا لِسَائِرِ النَّاسِ سِوَاهُمْ، لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ قَصَدَ بِهِ إِلَى سَائِرِ النَّاسِ سِوَاهُمْ لَكَانَ ذَلِكَ دَلِيلًا عَلَى أَنَّ التَّقْصِيرَ لَيْسَ يُوفِي عَنِ الْغَرَضِ الْوَاجِبِ، وَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ وَقَدْ قَصَّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ إِحْلَالِهِ مِنْ بَعْضِ عُمَرِهِ؟ كَمَا
١٥٣٥ - قَدْ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَصِّرُ بِمِشْقَصٍ "
١٥٣٦ - فَلَا يَجُوزُ أَنْ يَفْعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فِيهِ تَقْصِيرٌ عَنِ الْفَرْضِ الَّذِي لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ فِيهِ، وَلَا شَيْئًا لَا يَسَعُ أُمَّتُهُ الِاقْتِدَاءُ بِهِ فِيهِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مِنَ الْأَشْيَاءِ الَّتِي خُصَّ بِهَا دُونَهُمْ فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَمَا كَانَ مَعْنَى تَرْكِهِ التَّرَحُّمَ عَلَى الْمُقَصِّرِينَ فِي مَرَّتَيْنِ قَدْ تَرَحَّمَ فِيهِمَا عَلَى الْمُحَلِّقِينَ؟
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute