ومنهم عبد الرحمان بن أحمد بن سهل [بن محمد] أبو نصر السرّاج الفقيه ابن الفقيه، الصاين الديّن العفيف، من بيت العلم والورع والصلاح، وقد تقدّم ذكر أبيه وجدّه. وهذا عهدناه شابّا نشأ في عبادة الله واختلف إلى درس إمام الحرمين، وكان من خواص أصحابه والمعيدين في درسه، وجرى على منوال أسلافه في الورع والستر والأمانة والاشتغال بالحلال [في القوت والاكتفاء باليسير من الاسباب الموروثة وقلة الاختلاط ولزوم طريقة أهل العلم].
سمع الحديث الكثير من متأخري مشايخ الطبقة الثانية [سمع أبا بكر أحمد بن سهل] والبحيري والكنجروذي ومن بعدهم من أصحاب المخلدي والخفاف [توفي بقرية إيل في الخامس من] جمادى الآخرة سنة ثماني عشرة وخمس مئة [وحمل إلى البلد] ودفن في مقبرة الحيرة [بجنب أسلافه].
(١). هذه الترجمة أيضا، ممّا تفرد بها المختصر عن المنتخب، وله ترجمة في التحبير تحت الرقم ٣٤٣ وطبقات ابن الصلاح: ق ٥٦، وتقدمت ترجمة ابنه سهل وأبيه وجده سهل ابن محمد، وما بين المعقوفين الأول أخذناه من التحبير، لأن السمعاني نقل هذه الترجمة من هذا الكتاب دون تصريح، وأما الثاني فكان رسم الخط في أصلي مشوشا واستعنّا بالتحبير، وهو أبوه، وهكذا الثالث وأما الأخير فأخذناه من التحبير، أيضا ولا شك في أنه من هذا الكتاب.