ورد نيسابور في الأيام القديمة، وسمع من مشايخ الطبقة الثانية وأدرك الأسانيد وحصل الأصول، وجمع وخرج. ثمّ وردها في سنيّ نيف وسبعين وأربع مئة، ورأيته حضر المجالس وسئل عن المسايل فأحسن إيرادها وارتضاه الأئمة، وروى الحديث وخرج.
وكان من المحترمين المعظمين عند نظام الملك لكمال فضله وحسن سيرته وطريقته.
عاش عيشا حميدا ووجئ فمات شهيدا يوم الجمعة في المسجد الجامع وذلك بسبب التعصب في شهر رمضان سنة إحدى وخمسمئة، وجاءنا نعيه سنة اثنتين وخمس مئة وصلوا عليه صلاة الغائب.
٢٠١٩ - (١) -[أبو القاسم البوشنجي]
ومنهم عبد الواحد بن إسماعيل بن البوشنجي أبو القاسم الفقيه الفاضل الورع الديّن من وجوه الفقهاء والمدرّسين والمناظرين والعاملين [بعلمهم] الجارين على منهاج السلف الصالح في وفور الفضل والاشتغال بالعلم ولزوم الفقر والقناعة.
تفقّه على أبي إبراهيم الضرير الفقيه وتخرّج به، وأقعده الفقيه ناصح الدولة في مدرسته، فكان يدرّس فيها.
سمع الحديث على كبر السن وسمعنا [معا] حلية الأولياء لأبي نعيم الاصفهاني بتمامه [٦١ أ] من الشيخ أبي صالح المؤذن، وكان البوشنجي حسن الاستماع صحيح الاعتقاد كثير البكاء، عاش عيش الاتقياء، ورأيته يحضر درس إمام الحرمين، وكان الإمام يراعي جانبه ويرتضي كلامه ويصغي إليه.
توفي كهلا يوم الاثنين السابع والعشرين من المحرّم سنة ثمانين وأربع مئة وما أظن أنه روى شيئا من الحديث.
(١). منتخب السياق ١١٢٤، طبقات السبكي ٤٧٨، نقلا عن السياق، وبتلخيص: وفيه توفي في سابع عشر المحرم.