للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شهود حيّ حبوه لي اعيش به … ورؤية الغير فيما بينها مرض

للناس في الدهر أغراض تهمّهم … وحق وجهك ما لي دونكم غرض

وله:

جنّباني المدام يا صاحبيّا … واتلوا سورة الصلاح عليّا

استجبنا لزاجر الشرع طوعا … وتركنا حديث سلمى وريّا

وأنخنا لموجب الشرع بشرا … ومنحنا لموجب اللهو طيّا

ووجدنا إلى القناعة بابا … فوضعنا على المطامع كيّا

إن من تاب نفسه عن هواها … أصبح القلب منه بالله حيّا

نلت روح الحياة بعد زمان … قد تعنيت بالتي واللتيّا

كنت في حرّ وحشتي باختياري … فتعوضت بالرضا منه فيّا

وتجردت بعد رقّ وذلّ … حين لم أدخر لنفسي شيّا

سمح الوقت بالّذي رمت منه … بعد ما قد أطال مطلا وليّا

والّذي يهتدي لقطع هواه … فهو في العزّ حاز حدّ الثريّا

والّذين ارتووا بكأس مناهم … فعلى الضدّ سوف يلقون غيّا

وأنشدنا في آخر مجلس جرى له في المدرسة كالوداع، وتوفّي بعد ذلك بأيّام قلايل:

يا غريبا وجدت منّا نسيما … حان أن تلقي العصا وتقيما

فارق السفر والصحاب وعرّج … عندنا الآن واتخدنا نديما

واشرب الخمر حيث نسقيك صرفا … واحتسب خال خدّه ونعيما

نحن نصفيك سامعا ومطيعا … ونواليك جانبا ومليما

وإذا ما اجتهدتمو لثواب … أو خشيتم جهنّما وجحيما

فابتغوا عندي الوسيلة صدقا … تجدوني لكم ودودا رحيما

[توفّي الاستاذ أبو القاسم صبيحة يوم الأحد السادس والعشرين من ربيع الآخر سنة خمس وستّين وأربع مئة] (١)


(١). من سير أعلام النبلاء نقلا عن السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>