شهود حيّ حبوه لي اعيش به … ورؤية الغير فيما بينها مرض
للناس في الدهر أغراض تهمّهم … وحق وجهك ما لي دونكم غرض
وله:
جنّباني المدام يا صاحبيّا … واتلوا سورة الصلاح عليّا
استجبنا لزاجر الشرع طوعا … وتركنا حديث سلمى وريّا
وأنخنا لموجب الشرع بشرا … ومنحنا لموجب اللهو طيّا
ووجدنا إلى القناعة بابا … فوضعنا على المطامع كيّا
إن من تاب نفسه عن هواها … أصبح القلب منه بالله حيّا
نلت روح الحياة بعد زمان … قد تعنيت بالتي واللتيّا
كنت في حرّ وحشتي باختياري … فتعوضت بالرضا منه فيّا
وتجردت بعد رقّ وذلّ … حين لم أدخر لنفسي شيّا
سمح الوقت بالّذي رمت منه … بعد ما قد أطال مطلا وليّا
والّذي يهتدي لقطع هواه … فهو في العزّ حاز حدّ الثريّا
والّذين ارتووا بكأس مناهم … فعلى الضدّ سوف يلقون غيّا
وأنشدنا في آخر مجلس جرى له في المدرسة كالوداع، وتوفّي بعد ذلك بأيّام قلايل:
يا غريبا وجدت منّا نسيما … حان أن تلقي العصا وتقيما
فارق السفر والصحاب وعرّج … عندنا الآن واتخدنا نديما
واشرب الخمر حيث نسقيك صرفا … واحتسب خال خدّه ونعيما
نحن نصفيك سامعا ومطيعا … ونواليك جانبا ومليما
وإذا ما اجتهدتمو لثواب … أو خشيتم جهنّما وجحيما
فابتغوا عندي الوسيلة صدقا … تجدوني لكم ودودا رحيما
[توفّي الاستاذ أبو القاسم صبيحة يوم الأحد السادس والعشرين من ربيع الآخر سنة خمس وستّين وأربع مئة] (١)
(١). من سير أعلام النبلاء نقلا عن السياق.